أعلنت ادارة ناحية الفهود في محفظة ذي قار، اليوم الاحد، توقف العشرات من مجمعات ومشاريع المياه في عدد من النواحي و القرى المتاخمة لمناطق اهوار الناصرية، وعزت الى "قلة الاطلاقات المائية"، وفيما حذرت من حدوث "كوارث بيئية وصحية نتيجة لجوء المواطنين لاستخدام المياه من مصادر غير نظيفة"، توقعت ان تتسبب الشحة والجفاف بنزوح السكان.

وقال مدير ناحية الفهود زكي حسين حنون في حديث الى (المدى برس)، إن "مياه نهر دجلة القادمة الى ناحية الفهود عبر سدة البدعة ( 65 كم شمال الناصرية) اخذت بالتراجع بصورة كبيرة وبصورة يومية نتيجة ضعف الاطلاقات المائية من السدة المذكورة".

واضاف الفهود، أن "ضعف الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات تسبب بتوقف العشرات من مجمعات ومشاريع تصفية مياه الشرب في مناطق العمايرة والدبات والبوعاشور"، مبينا أن "مجمعات الفهود الرئيسية ومجمعات ناحية المنار ( 75 كم شرق الناصرية ) هي الاخرى مهددة بالتوقف خلال اليومين القادمين اذ ما ظلت مناسيب المياه على حالها في الانهر المغذية لتلك المجمعات".

وأشار حنون، الى أنه "اذا ما تفاقمت تلك الازمة ستسبب كارثة بيئية وصحية نتيجة لجوء المواطنين لاستخدام مياه من مصادر غير نظيفة وغير صالحة للاستهلاك البشري"، مبيناً أن "ناحية الفهود التي تضم نحو 54 الف نسمة مهددة بالعطش والنزوح بصورة تامة اذا ما بقي الحال على ما هو عليه" .

وطالب حنون، إدارة المحافظة ومجلس المحافظة ووزارة الموارد المائية بـ"التدخل السريع والمباشرة بانقاذ حياة سكان الاهوار من تفاقم مشكلة الشحة والجفاف ودعاهم الى تأمين الاطلاقات المائية الكافية عبر رفع مناسيب الانهر المغذية لمشاريع ومجمعات تصفية مياه الشرب".

وحذر مدير ناحية الفهود، من "موجات هجرة ونزوح غير مسبوقة بين اوساط السكان المحليين نتيجة الجفاف وشح المياه وفقدان سكان الاهوار الى مصدر رزقهم الرئيس المتمثل بصيد الاسماك وتربية الجاموس والصناعات الحرفية التي تعتمد على نباتات القصب والبردي".

وكانت محافظة ذي قار ، حذرت يوم الجمعة ( 27 تشرين الثاني 2015 ) ، من نزوح أكثر من 100 ألف شخص من سكان الاهوار نتيجة تفاقم مشكلة الجفاف وشح المياه، وفيما دعت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي للتدخل لوقف تداعيات مشكلة الجفاف نتيجة سوء إدارة ملف المياه، شددت على تشكيل هيئة عليا لإدارة ملف المياه وتوزيعها بعدالة بين المحافظات.

وكان محافظ ذي قار يحيى محمد الناصري دعا، يوم الخميس الـ(26 من تشرين الثاني 2015)، رئاسة الوزراء لتشكيل هيئة عليا لإدارة ملف المياه ومعالجة تداعيات الأزمة المائية المتفاقمة، وأكد أن وزارة الموارد المائية فشلت في معالجة الأزمة، وفيما أشار الى أن العراق سيكون المتضرر الأول من السياسة التركية في مجال المياه، توقع أن تتواصل تلك الأزمة لعدة أعوام مقبلة.

وكان محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري، أعلن في،(الأول من حزيران 2015)، أهوار جنوب الناصرية، مناطق منكوبة، بعد تعرض مناطق واسعة منها إلى الجفاف نتيجة شح المياه وانخفاض منسوب نهر الفرات، وفي حين دعا الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية للضغط على تركيا لإطلاق المياه في الأنهر المغذية لمناطق الأهوار، أكد تسجيل نحو ألف إصابة بمرض جدري الماء ونفوق كميات كبيرة من الأسماك والثروة الحيوانية.

وتشكل مساحة الاهوار في الناصرية خمس مساحة محافظة ذي قار، (375 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على 10 وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية الا أن المساحات المغمورة سرعان ما اخذت بالانحسار خلال العام الحالي نتيجة ضعف الاطلاقات المائية".