الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
نيويورك تايمز: (داعش) هو الرابح الأكبر من التوتر الإيراني السعودي
الأربعاء 06-01-2016
 
المدى برس/ بغداد

عدت صحيفة أميركية، اليوم الأربعاء، أن تنظيم (داعش) هو "الرابح الأكبر" من توتر العلاقات الإيرانية السعودية على خلفية إعدام رجل الدين نمر النمر، وفي حين بينت أن ذلك قد "يفشل" الجهود الفتية لتخفيف الأزمات الكثيرة التي تحيط بالمنطقة ومنها الحروب الأهلية في سوريا واليمن، أكدت أن الحكومة العراقية "لم تتأثر" بدعوات التيارات الشيعية لإغلاق السفارة السعودية في بغداد لأن ذلك لا يخدم مصلحة العراق.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية، في تقرير لها اليوم، بشأن تبعات الأزمة الحالية بين إيران والسعودية، وتابعته (المدى برس)، إن "الحكومة العراقية بعد نجاحها بهزيمة تنظيم داعش في الرمادي وتحريرها بتعاون عناصر قوات العشائر المحلية مع الجيش العراقي، فإنها قد تواجه تحديات أكبر ناجمة عن تصعيد التوتر الطائفي في المنطقة بسبب تلك الأزمة"، مشيرة إلى أن "الحكومة العراقية تحاول مواصلة جهودها لاجتثاث تنظيم داعش من بقية المدن الأخرى".

وذكرت الصحيفة، أن "العراق الذي عانى كثيراً من سنوات الحرب الطائفية السابقة، فان توتر العلاقة بين إيران والسعودية، الناجم عن إعدام الأخيرة رجل الدين الشيعي، نمر النمر، من شأنه أن يضعف مجدداً التعاون والتنسيق السني - الشيعي في الحرب الدائرة ضد داعش"، عادة أن "الرابح من هذه الأزمة هو التنظيم الإرهابي نفسه".

ونقلت النيويورك تايمز، عن الناطق باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، قوله، إن "تصعيد التوترات الطائفية يؤدي حتماً إلى خلق بيئة خصبة لنمو تنظيم داعش وتعزيز قوة مسلحيه".

وأضافت الصحيفة، أن "إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر من قبل السلطات السعودية، مع 46 سجيناً آخر، بداية الاسبوع الحالي، يشكل محفزاً لإثارة غضب غريمتها إيران، حيث اندفع جمع من الجماهير الإيرانية الغاضبة واقتحموا السفارة السعودية في طهران وحرقوها، كما ردت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتبعتها مباشرة عدة دول عربية حليفة".

وأوضحت النيويورك تايمز، أن هناك "مخاوف من احتمال أن يؤدي ذلك الشعور السيء إلى تخريب الجهود الفتية لتخفيف الأزمات الكثيرة التي تحيط بالمنطقة ومنها الحروب الأهلية في سوريا واليمن".

وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة، جان ايلياسون، في تصريحات له، أمس الثلاثاء،(الخامس من كانون الثاني 2016 الحالي)، إن "المنظمة تحاول تهدئة صعوبة الموقف، لأن ما حدث يشكل انتكاسة كبيرة"، مبيناً أن "الوضع الراهن هو حصيلة عواقب جيوبوليتيكية إقليمية تغذيها عوامل التناحر الطائفي، ما أدى إلى تأجج العواطف في هذا المجال وتصاعدها".

وأوضحت النيويورك تايمز، أن "العراق وجد نفسه في موقف صعب مع وجود حكومة مركزية متحالفة مع الولايات المتحدة وإيران، حيث كان العبادي حذراً في تعامله مع القضية حيث عبرت حكومته عن استنكارها لإعدام النمر، لكنها تجاهلت دعوات المحتجين من الشيعة الداعية لقطع العلاقات مع السعودية".

ورجحت المحللة ماريا فانتابي، المختصة بالشؤون العراقية من مؤسسة مجموعة الأزمة الدولية، كرايسيس غروب، وفقاً للصحيفة، أن "تشكل هذه الدورة الجديدة من التوترات بين إيران والسعودية تحديا لقدرة العبادي على المناورة بين الولايات المتحدة ولإيران".

وعلى الرغم من ذلك، فإن المحللين والسياسيين العراقيين والقادة العشائريين، يقولون، بحسب النيويورك تايمز، إنه "لحد هذه اللحظة ليس هناك ما يشير إلى وجود تأثير مباشر للتوترات الإقليمية على الوضع داخل العراق"، مضيفين أن "العبادي قد نجح بمعالجة الوضع بالوسطية وجزء من ذلك يعود إلى أن القيادات السنية في العراق لا ترتبط بالسعودية بنحو وثيق كما هو الحال مع بقية الدول الأخرى في المنطقة".

ونقلت الصحيفة عن القيادي العشائري من محافظة الأنبار رافع العيساوي، الذي يدعم العمليات العسكرية الحكومية ضد تنظيم (داعش) في العراق، قوله إن "المشكلة بين إيران والسعودية لن تؤثر علينا"، وتابع لقد "قدمنا عشرات الشهداء ليس من أجل السعودية أو إيران إنما من أجل بلدنا ومدينة الرمادي، لنحرر بلدنا من تنظيم داعش، وهذا أفضل لنا من السعودية وإيران".

ومضت النيويورك تايمز، قائلة إن "الأزمة بين إيران والسعودية تفجرت بعد يوم من إعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد، التي بقيت مغلقة لأكثر من 25 سنة"، مستدركة "لكن الحكومة العراقية لم تتأثر بدعوات التيارات الشيعية لإغلاق السفارة لأن ذلك لا يخدم مصلحة العراق".

وقال سعد الحديثي أيضاً، إن "العبادي صرح أن غلق السفارة السعودية لا يخدم مصلحة العراق"، مشيراً إلى أن "الحكومة العراقية تحاول الحفاظ على علاقاتها مع دول العالم كلها وبضمنها العربية السعودية".

إلى ذلك قال زميل جامعة برنستون الأميركية ومؤلف كتاب الصراع من أجل مستقبل العراق،  زيد علي، وفقاً للصحيفة، إن "محددات التناحر السعودي الإيراني ستكون لها تأثيرات ضئيلة نسبيا على العراقيين"، مبيناً أن "التاريخ العراقي ترك السعودية العربية بعلاقة معقدة أكثر مع الطائفة السنية فيه مما هي عليه مع بقية البلدان العربية".

وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت،(الثاني من كانون الثاني الحالي)، عن تنفيذ حكم الإعدام بـ47 شخصاً بتهم "إرهابية" بينهم رجل الدين نمر النمر.

واستنكر المرجع الديني الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، إعدام السلطات السعودية النمر، وعزّى أهالي القطيف بإعدام "جمع من إخوانهم"، فيما واسى العوائل "المفجوعة بأبنائها في هذا المصاب".

وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، هاجم في الثالث من كانون الثاني ، السلطات السعودية لإعدامها النمر، وشبههم بـ"الدواعش الأنذال"، وفي حين دعا "محبي أهل البيت" والشيعة في الخليج إلى الخروج بـ"تظاهرات غاضبة" احتجاجاً على ذلك، طالب الحكومة العراقية بـ"الاحجام" عن فتح السفارة السعودية.

يذكر أن محافظات عراقية عدة شهدت أمس الاثنين، (الرابع من كانون الثاني الحالي)، تظاهرات منددة بإعدام النمر، طالبت بطرد السفير السعودي، ومقاطعة بضائع المملكة، بل وحتى الدعوة لشمولها بقائمة الدول "الداعمة للإرهاب".  

وكان متظاهرون إيرانيون غاضبون اعتدوا على سفارة السعودية في طهران وحرقوا جزءاً منها، ما أدى إلى قطع الرياض علاقاتها مع طهران، وطرد السفير الإيراني لديها، كما أدان مجلس الأمن الدولي الحادث.

وقد جددت وزارة الخارجية العراقية، أمس الثلاثاء، إدانتها لإعدام رجل الدين السعودي نمر النمر، وعدّته "مهدداً لاستقرار" المنطقة ومؤشراً على "تمييز طائفي" واضح في توجيه "تهمة الإرهاب"، كما أدانت في الوقت ذاته الاعتداء الذي طال سفارة السعودية في طهران لـ"تنافيه" مع مبادئ العلاقات الدولية وقواعد التمثيل الدبلوماسي.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة