الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الغورنيت ينقذ حديثة من هجوم عنيف بعشرات المفخخات وداعش يفقد قادته البارزين
الأربعاء 06-01-2016
 
المدى

لم يعد من اليسير التعرف على داعش بعد خسارة الرمادي. فالتنظيم قام بتغيير تكتيكاته في مهاجمة البلدات من فرق صغيرة ترتدي الزي الافغاني، الى مجاميع تعد بالمئات ترتدي ازياء الجيش النظامي وترفع العلم العراقي فوق الهمرات لتضليل الطيران.وتمكن داعش، خلال الاسبوع الحالي، وفق الاسلوب الجديد من السيطرة على مواقع مهمة قرب قضاء حديثة المشهورة بسدها الضخم، والذي يحاول المسلحون السيطرة عليه منذ نحو عامين.

وبحسب مصادر مطلعة في الانبار وأخرى أمنية، فان تنظيم داعش استخدم ذات الاسلوب في الهجوم على الثرثار، شمال الرمادي، عندما أرسل انتحارييه في هجوم خاطف، وليس للسيطرة على المدينة كما حاول في حديثة.

داعش ينتحر في بروانة!

وفي بروانة، الناحية الصغيرة الواقعة الى الشرق من حديثة، يقول زعيم قبلي ان "داعش انتحر هنا لانه خسر أغلب مسلحيه ودمرت معدات كثيرة".

ويصف نعيم الكعود، أحد شيوخ عشيرة البونمر، الهجوم الذي تعرضت له حديثة واطرافها بـ"الاعنف" منذ عام ونصف عندما استعادة القوات العراقية، في ايلول 2014، السيطرة على قرية بروانة من داعش، واستمرت حديثة في صمودها.

وفي اتصال هاتفي مع (المدى)، يكشف الكعود، الذي تعاني قبيلته من حصار داعشي تخضع له حديثة، ان "الجيش والعشائر قتلت نحو 250 مسلحا وفجرت اكثر من 100 سيارة مفخخة اثناء الهجوم الذي بدأ منذ يوم الاحد الماضي". وسيطر داعش في هجومه الاخير على منطقة السكران الغربي شمال بروانة قبل ان تعود القوات العراقية لاستردادها مرة ثانية.ويقول صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب لـ(المدى)، انه "لولا تواجد قوات الجهاز لسقطت بلدات اخرى في غرب الانبار". ويؤكد ان "قوات مكافحة الارهاب أعادت السيطرة على بروانة وهي الآن بصدد تطهير باقي المناطق التي يتواجد فيها فلول من داعش".

وكانت قيادة العمليات المشتركة، عزت هجوم "داعش" على حديثة إلى "سوء الأحوال الجوية"، مؤكدة أن هناك "متابعة دقيقة ومعلومات استخبارية وتكاتف الجهود تم على إثرها تدمير القوة المهاجمة بالكامل".لكن الكعود  يقول ان "داعش تمكن من التوغل في بروانة وسيطروا على قرى الشاعي والغرير وبشنة، ولازالت المعارك مستمرة هناك منذ خمسة ايام". وتعتبر بروانة، الواقعة على نهر الفرات، منطقة مفتوحة على امتدادات صحراوية الى بيجي، شمال صلاح الدين، حيث جاء المسلحون من هناك بالاضافة الى عانة وراوة والقائم والرطبة.

واستطاع داعش التحرك في تلك المنطقة الشاسعة بعيداً عن رصد الطيران. ويقول القيادي القبلي ان "الطيران عالج الكثير من الاهداف، لكن السيارات كانت كثيرة جدا".وهاجم المسلحون بروانة من جهتين، الاولى قرية المشطور، حيث خطوط الصد لابناء العشائر والقوات الامنية من الجيش والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية. واستهدف الهجوم الثاني قرية السكران الواقعة من الجهة الغربية للناحية.بالتزامن شن داعش هجوما، هو الاعنف قياسا بمثيلاته في المحاور الاخرى، فقد استهدف التنظيم الخطوط الدفاعية الاولى في منطقة (الخسفة)، غرب حديثة من جهة مدينة عانة التي لاتزال خارج سيطرة العشائر والقوات الامنية . ولم تسلم قرى البوحياة، المحررة مؤخرا من قبل العشائر والقوات المشتركة والواقعة شرق حديثة عند الضفة اليمني للفرات، من هجمات داعش الذي استهدف مواقع العشائر وقوات الامن هناك. وليس بعيدا عن حديثة فقد حاول "داعش" اجتياح المجمع السكني القريب من قاعدة البغدادي، الا ان الهجوم سرعان ما احبطته صواريخ (الغورنيت) المضادة للعربات المفخخة والمصفحة .

مقتل داعشي بارز

ويؤكد الكعود مقتل المسؤول العسكري للتنظيم مثنى المحلاوي في تلك الهجمات، الى جانب مقتل مسؤولين آخرين في مالية واتصالات التنظيم.

ويقول هشام الهاشمي، الخبير الامني العراقي لـ(المدى)، "تم التأكد من مقتل المحلاوي، الذي تسربت ابناء عن مقتله، في اوقات متفرقة لكن هذه المرة الأمر مؤكد". وعلى الرغم من الهزائم المتعددة التي لحقت بـداعش، في بيجي والرمادي، الا ان الهاشمي ينوه الى ان "تنظيم داعش لايقاتل بطريقة مركزية"، مشيرا الى ان "ولاية الفرات، التي تضم مناطق غرب الانبار، لم تتعرض لخسائر كبيرة قبل مقتل المحلاوي".وأظهرت مواد فيلمية، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفال مقاتلين محليين في حديثة بافشال محاولة التنظيم إقتحام المدينة.ومنذ عامين يواصل أهالي حديثة، التي تغلب عليها عشيرة الجغايفة، صد عشرات الهجمات التي يشنها داعش. وتعاني المدينة المحاصرة من انقطاع المواد الغذائية والوقود ما تسبب بازمة انسانية خانقة.

داعش بزي الجيش

وفي سياق متصل يرى مزهر الملا، أحد زعماء عشائر الانبار، ان "داعش يبحث عن تحقيق اي تقدم لتعويض خسارته في الرمادي".

وكشف الملا، في حديثه مع (المدى)، عن "اسلوب جديد يستخدمه داعش للتخفي بعيدا عن رصد الطائرات". ولفت الى ان "المسلحين بدأوا بارتداء الزي العسكري العراقي ووضع العلم فوق الهمرات العسكرية التي يستخدمها الجيش مما يصعب تمييزهم".وبذات الطريقة هاجم داعش، في وقت سابق من الاسبوع الحالي، منطقة الثرثار قبل ان يتراجعوا بعد 24 ساعة من السيطرة عليها. ويقول الملا "دفع داعش انتحاريين وسيطر على اجزاء صغيرة من المنطقة قبل ان ينسحب الى منطقة البو بالي القريبة من الثرثار".

وينصح القيادي العشائري، القوات المشتركة بملاحقة التنظيم في مناطق شمال الرمادي المتصلة مع مناطق غرب الانبار، الممتدة الى الموصل، التي كانت ملاذا أمناً لتنظيم القاعدة قبل أعوام.وفي المرتين كان داعش قد انطلق لاجتياح الرمادي من تلك المناطق. ويوضح الملا "في الحرب ضد القاعدة عام 2007 هاجمت القوات الاميركية شمال الرمادي قبل ان تدخل الى المدينة، لكن الامر كان معكوسا في عملية التحرير الاخيرة في الرمادي".ورفعت القوات المشتركة الاسبوع الماضي العلم العراقي في المجمع الحكومي وسط الرمادي بمشاركة 11 تشكيلا عسكريا.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة