قال رئيس الوقف المسيحي في اقليم كردستان خالد البير، لدى استقباله رئيس الجمعية العراقية الكندية لحقوق الانسان جورج منصور في مكتبه بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية بأربيل، ان المسيحيين المهجرون والنازحون من سهل نينوى والموصل يرغبون بالعودة الى مناطقهم بعد تحريرها، شريطة تأمين حماية دولية لهم تقيهم من جيرانهم الذين كان لهم دورا سلبيا في عمليات النهب والسلب التي طالت ممتلكاتهم بعد سيطرة عصابات داعش على مناطقهم واضطرارهم للنزوح الى المدن والبلدات التابعة لإقليم كردستان.
وقدم البير ارقاما عن المسيحيين في العراق الذين بلغ عددهم قبل 2003 بحوالي مليون وثمانمئة الف، تناقص بسبب فتح ابواب الهجرة وما عانوه من عمليات قتل واضطهاد وتنكيل على الهوية والاحتقانات الطائفية التي مستهم بالصميم، خاصة في عامي 2005 و 2006. كما نزح ما يقارب 300 الف مسيحي الى اقليم كردستان والقسم الآخر استقر في قرى سهل نينوى. وبعد احداث تفجير كنيسة سيدة النجاة في عام 2010 ببغداد نزحت اعداد إضافية من العوائل المسيحية الى اقليم كردستان كمحطة مؤقتة لتصفية املاكها ومن ثم الهجرة الى منافي العالم. كما سببت عصابات داعش بنزوح اكثر من 140 الف مسيحي من الموصل وسهل نينوى. وبحسب تقديرات المراقبين وإحصائيات المديرية العامة لشؤون المسيحيين، يبلغ عدد المسيحيين حاليا ما يقرب من 100 الف في الوسط والجنوب، اما في اقليم كردستان (اربيل والسليمانية ودهوك وكركوك) فيتراوح العدد بين 350- 400 الف.
وحول اعداد النازحين حاليا قال، ان اكثر من 5500 عائلة موجودة في دهوك وزاخو وعقرة واكثر من 11500 عائلة موجودة في اربيل وضواحيها وبحدود 250 عائلة في السليمانية و 280 عائلة في كركوك،مضيفا ان الهجرة ما تزال مستمرة، وبحسب احصائيات الكنيسة تهاجر 10 عوائل يوميا، وبدأ القلق يساور الكثيرين منهم بسبب عدم وجود رؤية واضحة لمستقبلهم. كما ان هناك موضوعا خطيرا نحقق فيه في الوقت الحاضر، وهو مشروع خطير تخطط له دولة جارة عبر مكون مذهبي لشراء عقارات المسيحيين في اربيل ودهوك وإحداث التغيير الديمغرافي والمذهبي المطلوب لتحقيق مآربها.
رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان مستقبلا رئيس الجمعية العراقية الكندية لحقوق الانسان: الاقليم جاد في الاصلاحات وحل الاشكالات
واستقبل رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان الدكتور فؤاد حسين في مكتبه بأربيل، الوزير السابق لشؤون المجتمع المدني في حكومة الاقليم ورئيس الجمعية العراقية الكندية لحقوق الانسان جورج منصور، مرحبا بالضيف ومثمنا الدور الذي تقوم به الجمعية في الدفاع عن حقوق الانسان والمكونات العراقية واهتمامها بملف النازحين والمهجرين قسرا وإستمالتها المسؤولين والمنظمات الكندية لتقديم ما بوسعها لمد العون لهم ومساعدة القوات العراقية والبيشمركة في محاربة تنظيم داعش الارهابي.
وضح جورج منصور برنامج زيارته الحالية ولقاءاته المكثفة مع المسؤولين والمنظمات المعنية والتي على ضوئها سيتم إعداد تقرير شامل يقدم للمسؤولين الكنديين حول اوضاع النازحين والمهجرين حاليا والاستعدادات اللازمة لمرحلة ما بعد التحرير من إصلاح البنى التحتية وإعادة التوطين والتأهيل.
ثم تحدث الدكتور فؤاد حسين عن ما يواجهه الاقليم من اعباء ثقيلة وصعوبات كثيرة نتيجة ازمة تدفق اعداد كبيرة من النازحين واللاجئين التي فاقت التقديرات والامكانيات المتاحة، خاصة والاقليم يواجه عدوا شرسا تتطلب مقاومته إرادة قوية وتسليحا جيدا واموالا طائلة، وهذه الاوضاع هي التي إنعكست سلبا على اوضاع المواطنين المعيشية والاقتصادية، مضافا الى ذلك العلاقة مع بغداد التي لم ترق الى ان تكون شراكة حقيقية، لذا ما تزال المشاكل عالقة دون حلول جدية ما يؤثر ذلك جديا على الوضع الاقتصادي والمالي في الاقليم، واننا لا نرى حلا غير المباحثات الجادة وفي مناخات صادقة والرغبة في حل المشاكل، مؤكدا ان الاقليم مقبل على إصلاحات جادة يشمل محاربة الفساد والاهتمام باوضاع المواطنين وحل الاشكالات السياسية. مؤكدا ان الاقليم سيلعب دورا ايجابيا وفاعلا في إعادة وتوطين النازحين بعد تحرير مناطقهم.