أثارت احتفالية نظمتها السفارة التركية في العراق، اليوم الجمعة، في مقبرة قتلى الجيش العثماني بمدينة الكوت(180 كم جنوب شرق بغداد) بمناسبة الذكرى المئوية لمعركة (كوت عمارة) جدلاً كبيراً بين أبناء المحافظة، وفيما عدها البعض تدخلاً بالشأن العراقي، رفض آخرين هذه الاحتفالية وطالبوا الحكومة المحلية بالاعتذار كونها ساهمت برعايتها.

وقال الناشط المدني حيدر عبد علي الوائلي في حديث الى (المدى برس) "أنا ضد هذا الاحتفال جملة وتفصيلا وكم كنت أتمنى من المحافظة عدم إقامة مثل هذه الاحتفالية ويفترض أن تكون زيارة بروتوكولية لا أكثر".

وأضاف الوائلي أن "الاحتفالية شهدت حضور رمزي لجنود من الجيش التركي الذي لازال يحتل أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية لذلك هي مرفوضة جملة وتفصيلاً انطلاقا من المواقف التركية السلبية ضد العراق"، مستدركاً بالقول "لو أردنا الاحتفال بنصر عراقي على أراضي تركيا ويحضر سفيرنا هناك وجنود رمزيين عراقيين .. هل تقبل الحكومة التركية ذلك.؟"

ومن جانبه قال الإعلامي والفنان جلال الشاطي في حديث الى (المدى برس)، إن"تركيا لها موقف سلبية كثيرة من العراق وأن إقامة مثل هذا الاحتفال يمثل تعارضاً مع سياسة العراق الخارجية وخصوصا مع الدول التي تربطنا معها اتفاقيات تعاون امني اقتصادي استراتيجي."

وتابع الشاطي"العثمانيون أذاقوا العراقيين الويل مدة أربعة قرون فكيف لنا اليوم نحتفل بانتصاراتهم في حرب خسروها وتخلصنا منهم ومن بطشهم الطائفي".

وبيـن الشاطي"كيف لدولة احتلال أن تنظم احتفالية على أراضينا ..زيارة قبور قتلاهم شيء يخصهم لكن الاحتفال مرفوض"، مطالباً الحكومة المحلية بـ"الاعتذار كونها ساهمت برعاية هذه الاحتفالية".

من جانبه قال مدير إعلام محافظة واسط، ثامر الطائي في حديث الى (المدى برس)، إن "وفداً من السفارة التركية في بغداد حضر الى مقبرة قتلى الجيش العثماني في الكوت لغرض زيارتها بمناسبة الذكرى السنوية المئة لمعركة (كوت عمارة)، بين العثمانين والانكليز".

وتابع الطائي أن "زيارة مستشار السفير التركي سنان زران تضمنت أيضا إجراء سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين في الحكومة المحلية لبحث آفاق التعاون الاقتصادي وفتح مجال الاستثمار أمام الشركات التركية للعمل في محافظة واسط بمختلف المجالات".

واوضح الطائي أن "أية مظاهر للاحتفال لم تكن موجودة بقدر ما كانت زيارة تقليدية للمقبرة وهو أمر يحصل على سنة بهذه المناسبة بعد أن تقوم السفارة بتنسيق مسبق مع الحكومة المحلية بهذا الشأن".

يذكر أن مقبرة الأتراك هي ثانية مقبرة بعد مقبرة الانكليز تقع في مدينة الكوت وتضم حالياً عشرات القبور لجنود أتراك قتلوا في الحرب العالمية الأولى 1914 ـ 1917 والتي شهدت أطول حصار عرفه التاريخ عاشت خلاله مدينة الكوت محنة كبيرة على أيدي القوات الغازية.