يا ابناء شعبنا الابي

أيّها المتطلعون الى عراق امن ومستقر، دعونا نحيي قواتنا المسلحة بصنوفها كافة وهي تحقق الانتصارات على عدو غاشم، على الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).هذا التنظيم الارهابي الذي لم يكن ليتمكن من السيطرة على مدننا الامنة لولا قرينه الفساد، وحلفائه المفسدين.

كدعم لجهد قواتنا العسكرية، ومؤازرة لها نستمر بتصدينا للفساد من اجل عراق من دون فقر وحرمانات، عراق نعيش فيه جميعا دون فرقة وتفرقة.. نجزم ان شعبنا قادر على بناء عراق جديد على الرغم مما نعيشه من خراب، خراب مادي وروحي... نعم شعبنا قادرة على التغيير، واصلاح ما دمره الارهاب والفساد. وهذا ليس بمستحيل على شعب البطولات والهمة والغيرة والتسامح والمحبة .

نعم كل ذلك ليس مستحيلا بل ممكنا جدا ومتاح، وذلك اذا صعدنا من موقفنا بوجه طغيان الفاسدين، وتصدينا لكل فاسد، وتمسكنا بمطالبنا العادلة في إصلاح النظام وحفظ موارده بعد أن بعد ان اصبحت مترعا للفاسدين، واغتنمها الطامعون.

يا ابناء شعبنا الابي... نتابع ونلاحظ صراع الضواري، هذا الصراع الذي يشهده البرلمان، واذ تتكشف فيه وعلى السنة النواب والوزراء، حجم السرقات، ، والفساد الكبير، والنهب المنظم، الى جانب الامتيازات الفلكية، هذا الصراع الذي كشف كم اننا منهوبون، ومسروقون ومخذولون من قادة ومسؤولين، نحن كشعب مسؤولون مسؤولية مباشره في وصولهم الى السلطة... نعم علينا ان نفكر ونتحمل مسؤولياتنا، نحن من انتخبهم وكرر انتخابهم في كل الدورات الانتخابية التي مرت. لقد خدعونا بالطائفية والمناطقية، وابعدوا المواطنة عن اذهاننا، وجعلونا نركض لانتخابهم باعتبارهم حامين لطوائفنا المهددة، وقد مرروا علينا كذبة كبرى باعتبارهم حراس الدين والايمان والطقوس، فاذا بهم، وها ان صراعهم يكشف المستور، هم حرامية المال العام، ومن اين لسارق المليارات من امول الشعب وعلى حساب جوع الناس دين وقيم وانسانية؟

عبر هذه الادعاءات وغيرها نفذوا الى حكم العراق عبر اصواتنا، وكذلك عبر قوانين فصلوها على مقاساتهم، ومفوضية انتخابات غير مستقلة تحاصصوها ، تضمن انتخابهم دون سواهم، كي يستمروا في نهب اموال العراق، عبر استمرارهم في مناصبهم التي تتيح لهم الحماية وتوفر لهم الحصانة.

يا ابناء شعبنا الكريم

ان الامر الجدير بالانتباه هو فكرة شيطانية يعملون عليها في هذه الايام ، مع اقتراب موعد الانتخابات، عبر اشاعة فكرة عدم جدوى الانتخابات، كي يتمكنوا من بث روح اليأس عند المواطنين، بهدف احجامهم عن المشاركة في الانتخابات، وبهذا يكونوا في مأمن من اصوات التغيير، وعند ذلك سيشارك افراد احزابهم واتباعم والمستفيدين من فسادهم، وباصوات هؤلاء سيعاد انتخابهم. لذا علينا الحذر من هذه الفكرة الشيطانية التي يجيد الفاسدون تمريرها.

وان لا يتم استغفالنا، واخذنا بغفلة، ودون استعداد كافي، كي تكون هذه الدورة نهايتهم الاكيدة، وذلك عبر ترتيب بيتنا، علينا ان نطالب بقانون انتخابات، يتمثل عبره الشعب وقواه الوطنية والمدنية بحق وحقيقة، واختيار مفوضية للانتخابات من اصحاب الضمير الحي، الذين لا يبيعون او يؤجرون ضميرهم للفاسدين، مفوضية انتخابات تتمثل فيها النزاهة والكفاءة والوطنية والاستقلالية والحيادية والشجاعة. وان تضع نظاما انتخابيا يضمن صوت واحد لمواطن واحد، وان تضع معايير واحدة للأصوات، وتتبنى برنامجا تعلن فيه النتائج فور اغلاق صناديق الاقتراع، بشفافية وعلانية كاملة.

ايها العراقيون الغيارى..

علينا مواصلة كل اشكال الضغط على الفاسدين والاستمرار في فضحهم ومحاصرتهم، وهذا ما يهدفه احتجاجنا السلمي، الذي نصر على هويته الوطنية، ومحتواه الاجتماعي، وامتداه الشعبي، واسلوبه السلمي.

اما انتم ايها المتظاهرون الابطال، فها انتم تصنعون مجدا وتاريخيا مشرفا، وتعيدون للقيم الخيرة حضورها. سلاما لشجاعتكم.

وباسمكم، وبعد ان مر عام على اختطاف الناشط في حركة الاحتجاج، جلال الشحماني، والناشط واعي المنصوري، فنحن هنا نؤكد تحميلنا السلطات مسؤليتها عن سلامتهم، فواجب الحكومة حفظ الامن وحماية المواطنين، وتوفير مناخ امن للحركة الاحتجاجية وحماية ناشطيها.

اما شهداء حركة الاحتجاج، فتضحياتهم نبراسنا، ومن قوة حبهم للعراق، نستمد العزم والمواصلة.

الخزي والعار لطغمة الفساد. عاش العراق ..