الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
تركيا: الموصل اقتطعت من أراضينا !
السبت 22-10-2016
 
نصر المجالي

مع تصاعد معركة "كسر العظم" فصولاً بين بغداد وأنقرة حول الموصل وتحريرها من (داعش)، أوردت الحكومة التركية مرافعة "تاريخية" لعل ابرزها التذكير بسيادتها على الموصل، فضلا عن اتخاذ تدابير للحؤول من دون نشوب طحرب طائفية".

نصر المجالي: قالت وكالة (الأناضول) الرسمية في تقرير لها إن أنقرة تمتلك عدة أسباب تجبرها على التدخل في التطورات بمدينة الموصل العراقية، تتصل بتطهيرها من الإرهاب بشكل كامل، وتوفير الحماية لها، واحتمالية حدوث موجة نزوح كبيرة منها.

وتقول الوكالة إنه ومع انطلاق عملية تحرير الموصل شمالي العراق من تنظيم "داعش" الإرهابي، الاثنين الماضي، واستمرارها، تزداد حساسية تركيا نحو المنطقة بشكل متسارع.

وزادت تحذيرات المسؤولين الأتراك على مستوى رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء، بن علي يلدريم، للولايات المتحدة الأمريكية، ولحكومة حيدر العبادي، حيال خطط العملية، وأهدافها والنتائج التي ستتمخض عنها.

وتتابع (الأناضول): ودفعت العملية العسكرية لتحرير المدينة الذي يشارك فيها الجيش العراقي الذي يشكل الشيعة معظمه، والميليشيات الشيعية، و قوات البيشمركة، ووحدات أمريكية خاصة، وطيران التحالف الدولي، وحرس نينوى، (وهم متطوعون محليون) إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وبغداد.

6 اسباب

واستعرضت الوكالة التركية ستة أسباب أساسية، قالت إنها تُجبر أنقرة للتدخل في التطورات بالمنطقة، رغم تصريحات حكومة العبادي، وجهود الإدارة الأميركية لإبعاد تركيا عن العملية.

•أولاً: الموصل أصبحت مرتعاً لتنظيمي "داعش" و"بي كا كا" الإرهابيين، حيث لم تتمكن الدولة العراقية التي شكلتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب احتلالها للبلاد في 2003، على أسس عرقية وطائفية، من بسط سيطرتها على كامل التراب العراقي.

إذ لم تتمكن حكومة بغداد، من الوصول إلى جبال قنديل، شمالي البلاد التي تتخذها منظمة "بي كا كا" الإرهابية معقلاً رئيسياً لها منذ سنين، وإلى جانب اتخاذها قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى معقلاً جديداً لها.

وظلت الحكومة العراقية التي لا تتمكن من ضبط حدودها، متفرجة حيال قدوم عناصر تنظيم "داعش" من سوريا إلى العراق في يوم وليلة وبسط سيطرتهم على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في البلاد.

ويتخذ التنظيمان "داعش" و "بي كا كا" من محافظة نينوى معقلاً لهما، دفعا تركيا إلى تنفيذ عمليات عسكرية خارج حدودها.

وأنقرة مضطرة إلى تحييد عدويها اللدودين في نينوى للحيلولة دون تصدير إرهابهما إلى تركيا والمنطقة، وذلك من أجل أمنها القومي.

ترك الموصل مجدد

•ثانياً: الجيش العراقي قد يترك الموصل مجدداً، إذ قبل عامين تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي وعبر بضع مئات من مقاتليه القدوم من سوريا، وفرض سيطرته على مدينة الموصل خلال ساعات، وتوسيع نفوذه في المناطق الأخرى المجاورة للمدينة.

وخلال هجوم مقاتلي التنظيم صيف 2014، على الموصل فر الجيش العراقي المكون من نحو 60-70 ألف جندي من المدينة دون قتال تاركاً كل شيء خلفه.

وقد تمكن التنظيم من مضاعفة قوته في سوريا والعراق، عقب حصوله من الجيش العراقي على أسلحة متطورة، ومركبات مدرعة، وذخائر تكفيه لسنوات.

لا ضمانات

ولا توجد أي ضمانة لعدم تكرار فضحية مماثلة، حتى وإن تمكنت القوات العراقية المدعومة أمريكياً من استعادة السيطرة على الموصل.

ومن الواضح أن الخطة الحالية لعملية تحرير الموصل، تقضي بشن هجوم على المدينة من ثلاث محاور(الجنوبية والشرقية والشمالية) وترك الجهة الغربية لتكون ممراً لهروب عناصر التنظيم بأمان إلى سوريا.

ولا يزال القلق ينتاب الكثيرين حيال تكرار الجيش العراقي سيناريو 2014 مجدداً، والانسحاب من الموصل دون قتال، في حال استجمع التنظيم قواته وقرر العودة إلى المدينة.

فرار الآلاف

•ثالثاً: تركيا الملاذ الآمن لمئات الآلاف من المدنيين، حيث أن أكبر صعوبة تواجه عملية تحرير الموصل، هي حدوث حرب شوارع في منطقة مكتظة بالسكان، حيث يعتقد وجود نحو مليوني مدني داخل الموصل.

ويمنع التنظيم المدنيين من مغادرة المدينة، ويستخدمهم كدروع بشرية، إلا أنه مع اقتراب المعارك من مركز المدينة ستضعف سيطرة التنظيم على الموصل، الأمر الذي سيدفع المدنيين على الفرار من نار المعارك.

صراع مذهبي

•رابعاً: حدوث صراع مذهبي جديد سيؤثر على العالم الإسلامي أجمع، حيث أن الاحتلال الأميركي للعراق في 2003، وإبعاد واشنطن العرب السُنة عن إدارة البلاد، وتسليم السلطة للكتل الشيعية وحدها، مهد الطريق لحدوث حرب طائفية، حيث قُتل مئات الآلاف في العراق جراء ذلك.

وشهدت مدينة تلعفر بمحافظة نينوى، التي تعتبر أكبر قضاء في العراق، مسرحاً لحرب دامية، خلال عامي 2005- 2006 بين تنظيم القاعدة، والميليشيات الشيعية المتطرفة، حيث دخلت الانقسامات والخلافات المذهبية بين مئات الآلاف من التركمان من سكان المدينة.

ويبدو أن تعهد الولايات المتحدة بتسليم مدينة تلعفر خلال عمليات تحرير الموصل إلى الميليشيات الشيعية، تشير إلى بوادر حدوث حرب انتقامية وضغوطات ستمارس على السُنة.

ومن ناحية أخرى فإن الموصل معروفة بأنها كانت تضم أكبر عدد من الضباط الأمنيين في عهد نظام البعث (نظام صدام حسين)، وإحدى مراكز المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي، وتمتع سكانها بقابلية عالية في التنظيم.

وقد تدفع ضغوطات القوى الشيعية في الموصل، إلى ظهور تنظيمات إرهابية شبيهة بداعش، ومجاميع مقاومة جديدة، وإن هذا الوضع يُهدد تركيا بقدر ما يشكل تهديداً للعراق وسوريا.

وفي الطرف الأخر فان الحرب الطائفية التي نشبت بعد 2003 في العراق، أصبحت العدو الذي يلتهم العالم الإسلامي من الداخل. وصار الشحن الطائفي، مصدر صراع وتوتر أثر بشكل واسع على العلاقات بين البلدان في الوقت الراهن.

وقد تدفع اندلاع حرب طائفية محتملة في الموصل إلى حدوث موجة تُحرك حساسيات جميع الدول.

التركمان

•خامساً: موطن الأشقاء مدمر، وتضع تركيا في الحسبان أمن مئات الآلاف من أشقائها التركمان في الموصل، الذين ضاقت بهم الحياة بعد الاحتلال الأميركي.

وكانت الهوية التركمانية هي السائدة لدى تركمان الموصل قبيل 2003، الذين ينتمون مناصفة إلى المذهبين الشيعي والسُني.

وبعد 2003 ومع تفرد الأحزاب الشيعية بالسلطة في العراق، تغلغل الآلاف من الميليشيات التابعة لتلك الأحزاب ورجال دين متطرفون بمدينة تلعفر بشكل خاص.

ومع بروز تنظيم القاعدة في الموصل، وجد التركمان أنفسهم وسط حرب طائفية، ما أجبرهم على الاصطفاف إلى جانب أحد الطرفين.

وأدى هذا الصراع إلى إلحاق الدمار بمدينة تلعفر وبالمدن والبلدات والقرى التركمانية الأخرى في محافظة نينوى من الناحيتين المادية والمعنوية.

وتعارض تركيا سيطرة المجاميع الأثنية والمذهبية المتطرفة المسلحة على المناطق التركمانية، وذلك من أجل وحدة أشقائها ولتضميد جراحهم.

الموصل اقتطعت

•سادساً: الموصل اقتطعت على طاولة المفاوضات ، والوعود لم تُنفذ، إذ أنه في الفترة الأخيرة من الدولة العثمانية كانت الأراضي التي تُشكل اليوم دولة العراق تتكون من ثلاثة ولايات عثمانية وهي الموصل، والبصرة وبغداد.

وولاية الموصل كانت تضم معظم شمالي العراق، أي مدينة الموصل، ودهوك، وأربيل، والسليمانية، وكركوك.

وفي عام 1918 عندما انتهت الحرب العالمية الأولى، وقعت اتفاقية موندروس بين الدولة العثمانية والحلفاء، حيث كان خط وقف إطلاق النار يبعد 50 كم عن مدينتي أربيل والموصل. إلا أن الجيش البريطاني انتهك هدنة وقف إطلاق النار وتقدم لاحتلال المنطقة.

وبذلك فقد اقتطعت الموصل من الأناضول، وقد حسمت الخلافات بين الحكومة التركية وبريطانيا حول المنطقة خلال اتفاقية لوزان، عقب قبول تركيا بقرار عصبة الأمم، التي كانت تحت نفوذ بريطانيا.

وقد وقعت الحكومة التركية اتفاقية في عام 1926 مع بريطانيا، والتي قضت بدفع خمسة ملايين و500 ألف جنيه إسترليني لتركيا مقابل نفط الموصل، إلا أنه تم تسديد ثلاثة ملايين و500 ألف فقط لتركيا، والاتفاقية لم تنفذ بشكل كامل.

مركز مدينة الموصل التي أدت التنازلات التي حصلت عليها بريطانيا في معاهدة لوزان، تسريع عملية اقتطاعها عن تركيا، لا يبعد سوى 104 كم عن الحدود التركية.

وتركيا تملك علاقات ثقافية مشتركة بشكل واسع مع سكان المنطقة وعلى رأسها مدينة تلعفر.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة