الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
عربة «التوك توك» تغزو أسواق وشوارع بغداد
الإثنين 18-09-2017
 
عبد الجبار العتابي

«دخلت الى الاسواق والشوارع العراقية، وبقوة، واسطة نقل جديدة ملفتة للانظار ومدهشة كونها صغيرة وتمر بين تعقيدات الزحام بسهولة ويسر حتى صار الاقبال عليها في الاماكن المزدحمة والمناطق الشعبية اكبر من السيارات التي لا تخرج من الزحام الا بعد ان تهدر وقتًا طويلاً، واسطة النقل هذه يطلق عليها اسم (التوك توك) التي يعدها البعض (مشاكسة) و(جريئة) لانها تتغلب على المعوقات بسهولة.

لا يسع المواطن العالق في الزحام، الذي تشتهر به اسواق وشوارع بغداد، بسبب الاجراءات الأمنية والقطوعات المفاجئة، الا ان يتعلق بالتوك توك لتمر به من بين عوائق المرور الى غايته بسهولة ويسر، وهو يتغنى بها وباسمها الموسيقي اللطيف وبشكلها الظريف والنظيف ايضًا، حتى صارت علامة فارقة وخاصة بعد ان ازدادت أعدادها واصبحت الوسيلة المفضلة عند الكثيرين، لذلك احتلت (التوك توك) مركز الصدارة بين وسائط النقل التي تعمل في الشوارع المزدحمة والطرقات الضيقة والاسواق المكتظة، وهي تمضي قدمًا من دون ان يعرقل سيرها عائق او يوقفها حاجز، فتنطلق الى غايتها وسط سرور الراكبين لها وتصفيق البعض منهم لسائقها الذي يمتدحونه لانه انقذهم من فوضى الزحام خاصة من النساء اللواتي يجدن فيها رخيصة وخاصة وتوصلهن الى باب البيت، وقد وفرت هذه الوسيلة لنقل الحاجيات والاشخاص بأجور زهيدة لا تتجاوز الـ (1000 دينار/ أقل من دولار) فقط ، ويزداد الطلب على التوك توك من قبل الشباب العاطلين عن العمل الذين يجدون فيها وسيلة بسيطة لطلب الرزق، كما ان العديد من اصحاب المتاجر يقتنونها لمرونة استخدامها وسهولة تنظيفها فضلاً عن انها اقتصادية في وقود الكاز ولا تؤثر على البيئة، واهم شيء لا يشملها العمل بنظام الزوجي والفردي الذي يتبع في بغداد احيانًا كما يقول اصحابها.

عدّها البعض (مشاكسة) و(جريئة) لانها تتغلب على المعوقات بسهولة

مركبة مشاكسة

"والتوك توك" وسيلة نقل بسيطة "صنعت في الهند" ، وهي مركبة نارية ذات ثلاث عجلات، تستخدم غالبًا كوسيلة للتنقل بالأجرة، وتتسع لراكبين اثنين بالمقعد الخلفي (أو ثلاثة محشورين جنب بعضهم البعض)، بالإضافة الى السائق الذي يجلس في المقدمة، اما سعرها فهو ضعف مبلغ شراء المركبة الصغيرة المسماة (الستوتة)، اذ وصل سعر التوك توك الى نحو ثلاثة ملايين دينار عراقي (اكثر من 2500 دولار) الا انها اخذت تنتشر بشكل ملفت للنظر في العديد من الامكنة التي تشهد زحامات كبيرة كالاسواق وفي المناطق الشعبية ليستقلها الناس في نقلهم ونقل بضائعهم، لا سيما انها تستطيع الولوج من بين الممرات الصغيرة للحواجز الكونكريتية التي تقطع الشوارع ، فهي كما يراها البعض (تلعب لعباً في الشارع) فلا يهمها زحام ولا قطوعات في الشوارع ويمكنها ان تنفذ من بين أية مشكلة تحدث في الشارع ، فيما هي مسلية للبعض الذي يراها مشاكسة كونها لا تعرف الصبر على ضيم الزحام الذي تشتهر به شوارع بغداد ، بل ان البعض صار يتندر فيها ويسخر منها كونها ليست دراجة بخارية ولا واسطة النقل المسماة بـ (الستوتة) لكنه يجد المتعة في ركوبها، بل ان المواطن صار يطلق عليها (تاكسي الفقراء) لان سعر ركوبها قليل وتستطيع ان توصل الراكب الى حيث يريد .

لا تهتم للازدحامات

أحد ركابها في ساحة الشهداء قال لـ"إيلاف": «الحمد لله .. أخرجتني من زحام سوق (الشورجة) من دون تأخير وعبرت بي جسر الشهداء وهي اسرع من السيارات !، وبصراحة هي مسلية ومدهشة ومريحة فلا احتاج الى التأخير في انطلاقتها ولا اقف امام اية مشكلة في الشارع من زحامات او حواجز فهي تمر كما يحلو لها الى أي مكان تشاء».

وأضاف أن الازدحامات في بغداد مدمرة لذلك نحتاج الى مركبات صغيرة ،وانا اعتقد ان هذه المركبة قد وفرت الكثير من الجهد والوقت للناس .

الازدحامات في بغداد مدمرة

كأننا في الهند

أما حسن عبد الكريم فقال« لقد صدق من قال إن الحاجة أم الاختراع، واعتقد ان الزحام في بغداد صار كالذي نراه في الافلام الهندية لذلك تمت الاستعانة بهذه الوسيلة من الهند لتخليصنا من عذابات الازدحامات، فالوضع العراقي يحتاج الى مثل هذه الوسيلة بسبب الحواجز الكونكريتية التي تسد اغلب الشوارع الضيقة والصغيرة التي لا يمكن النفاد منها الا بوسيلة نقل صغيرة جداً».

واضاف «أن الكثير من الاسواق والشوارع الرئيسية وما حولها في بغداد مغلقة تمامًا ، فلا تدخلها سيارة لذلك يقطع المواطن مسافات طويلة للوصول الى مبتغاه ، اما عند التسوق فالامر اكثر صعوبة، من هنا اعتقد ان وجود التوك توك فيه اكثر من فائدة وانا شخصيًا اطالب بالاكثار منها لانها الوحيدة التي تنفع في التخلص من الازدحام» .

النساء يفضلنها

أحد سواق (التوك توك) الشاب أحمد حسين قال: «اشتريتها بسعر مليوني دينار بعد ان وجدتها أسهل فهي تتحرك بسهولة في أصعب الامكنة وتنقل الاشخاص والبضائع، وهي افضل من غيرها كثيرا» .

وأضاف: «هي لا تتعبني بل ان الناس صاروا يحبونها ورزقها ما شاء الله جيد، على الرغم من انها لا تحمل سوى ثلاثة ركاب على الاكثر».

وتابع «أن النساء يفضلنها في التسوق وفي الخروج من الزحام خاصة انها تدخل الى المناطق القديمة بـ (الدرابين) الضيقة وتوصلهن الى بيوتهن».

وأضاف« أنها عربة مشاكسة صحيح وخاصة انها لا يصعب عليها مكان، والاكثر ان أصحاب (الستوتات) وسيارات التاكسي يكرهونها لان الناس يفضلونها».

اعتراضات عليها

ومع ذلك هناك من يعترض على وجود التوك توك في الشارع، فهناك من يرى انها لا تليق ببلد مثل العراق !!، وهناك من يجد انها زاحمته على رزقه لاسيما اصحاب (الستوتات) الدرجات ثلاثية العجلات وأكبر من التوك توك.

يقول زهير عبد الشافي، موظف «إنه لا يحبذ وجود التوتك توك ولا الستوتات في الشارع لانهما يربكانه اكثر مما هو مرتبك، واعتقد ان التوك توك خطرة كونها تصعد على الارصفة وفوق بعض الحواجز ويطلقون منبهات الصوت عالياً وتزاحم المشاة ،كما ان اصحابها لا يهتمون للوقوف في الاماكن حتى وان كانت تزيد من الازدحام».

واضاف «أن اغلب اصحاب هذه المركبات من المراهقين الذين لا يفكرون في العواقب».

اما عبد الكريم جاسم، صاحب مركبة ستوتة، فقال «إن التوك توك زاحمتنا على رزقنا طبعاً، فنحن ننتظر ان تمتلئ مركبتنا بالراكبين بينما التوك توك يحمل شخصين، كما ان بعضهم يشاكسنا ويسخر منا لانه يدخل وسط الزحام ونحن لا نستطيع الا الانتظار خارج الاسواق وفي الشوارع الرئيسية».

تتعرض للمحاسبة

الى ذلك، قال ضابط في شرطة المرور: « اننا نعامل التوك توك مثل أي عجلة او واسطة نقل وعليه لا بد من تسجيلها لدى دوائر المرور، وان تحمل لوحات موقتة لكي نستطيع إحصاءها، كما يفترض أن تكون لدى سائقها إجازة سوق مسجلة بشكل أصولي لضمان سلامة المواطنين، ويمكن محاسبة سائقها في حال وجود أية مخالفة أو سوء تصرف من سائقها».

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
اسرائيل: 700 أسير مقابل 40 رهينة في قبصة حماس
حداد وطني في روسيا بعد الهجوم على قاعة للحفلات الموسقية في موسكو
يوم المياه العالمي يمر بهدوء.. نظرة بالأرقام على الوضع المائي للعراق خلال 2024
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة