*برأيك اين الخلل في هذا الذي يحصل من خلافات وصراعات بين الكتل السياسية والمنضوية تحت قبة البرلمان؟- مازال مجلس النواب مقسما. اومكونا لكتل حسب الطائفة او القومية واذا استمر، هذا سيؤدي الى انقسام الشارع، في اليوم الذي تكون فيه الكتلة الاكبر في مجلس النواب هي الكتلة الوطنية التي لا تفرق بين هذا المذهب او ذاك او بين هذه القومية او تلك، سيكون العراق بخير، وادعو جميع الكتل الى توحيد الخطاب الاعلامي والسياسي للخروج من الازمات التي يمر بها العراق.
* هل الاعلام العراقي الحالي وبعد التخلص من قيود الديكتاتورية، ادى دوره في قيادة المجتمع وتوجيهه الوجهة الصحيحة في ممارسة الحرية والديمقراطية والانفتاح؟- الاعلامي موجود ضمن مجتمع متكامل، ويتعرض للقتل ربما اكثر من غيره، ويتعرض لشتى انواع الارهاب الفكري. هنالك مؤتمر للاعلام العراقي عقد في باريس قبل فترة، وكنت احدى الحاضرات فيه، تسلمه احد اعضاء مجلس النواب، وقال خلال هذا المؤتمر، بان الاعلام العراقي اعلام عميل لدول اخرى، واخبرني في حينها بعض الصحفيين الموجودين داخل العراق ان الاعلاميين لم يستطيعوا الرد على هذا الاتهام، خوفا على عوائلهم، وهم جزء من المجتمع، وافراد المجتمع يخافون على انفسهم من القتل. اذا تكلمنا حبرا على ورق فان الاعلام العراقي قد اخذ حقه في كل ما تقول، لكن اذا تكلمنا عن الواقع الملموس، فان الاعلام والاعلاميين العراقيين يتعرضان الى شتى انواع الارهاب والتخويف والمخاطر.
* كيف تتم حماية الاعلامي مما يتعرض له؟- الاعلامي سواء كان رجلاً او امراة ليس بمعزل عن المجتمع، علينا ان نحمي المجتمع ككل، لكن علينا ان ننظر الى الاعلامي نظرة خاصة يملأها الاحترام لانه يضحي من اجل الحقيقة، هو في قلب الحدث وفي قلب المعركة ، والكثير من الاعلاميين فقدوا حياتهم بطريقة عشوائية، وقتلتهم رصاصات طائشة، لانهم اصروا على ان يكونوا في قلب الحدث، لنقل الحقيقة الى المواطن العراقي او غير العراقي، وعلينا ان نقدر هذا وان نحترمه وان تكون للاعلامي مكانة خاصة. حماية الاعلامي هي جزء من حماية المجتمع ككل، وهي جزء من حماية حرية الفكر وحرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة و الاعلام، وهي جزء من احترام المواطن العراقي العادي له. وعلينا ان نفهم ان الديمقراطية ليست فقط انتخابات، فالانتخابات هي آلية، والديمقراطية الحقيقية هي حرية التعبير عن الراي وحرية الاعلام وهو الاساس، واحترام الاقليات، ولكن الركن الاساسي للديمقراطية هي حرية الراي وحرية الاعلام .
*ماهي اهداف مؤتمر باريس للاعلام العراقي الذي عقد مؤخراً؟- مؤتمر باريس جمع اكثر من (150) اعلامياً عراقياً، وكذلك حضره بعض الاعلاميين من العرب من غير العراقيين. وبحث هذا المؤتمر حال الاعلام في العراق بشكل موسع على مدى اربعة ايام،وخرج بتوصيات جوهرها ومضمونها اولا الحفاظ على حرية الاعلام في العراق، ودعم المؤسات الاعلامية العراقية، لاسيما شبكة الاعلام العراقي وهيئة الاعلام والاتصالات، وصوّت الحاضرون بالاغلبية على هذه التوصيات. ونحن في النهاية كسياسيين علاقتنا متلازمة ومترابطة مع الاعلام.