بغداد/ المدى
شهدت الاسابيع الماضية، التي طبقت خلالها، الخطة الامنية الجديدة، فرض القانون، عودة المرأة الى الشارع من جديد نافضة عن نفسها غبار تلك الايام التي طاردها فيه شبح الاختطاف، والنصائح المجانية التي كان يطلقها بعض الأُميين، ليمنحوا انفسهم سلطة قضائية واخلاقية.
وهذه التصرفات غير المسؤولة، بسبب الانفلات الامني، وعدم وجود سلطة للقانون، جعلت من المرأة تسير بحذر حتى في ذهابها الى السوق، مما دعا الكثيرات منهن الى الانزواء داخل بيوتهن، او اختيار السفر الى دول الجوار، بانتظار فرج قريب.سارة عبد الغفور تقول: كنت اعمل سكرتيرة لدى احد الاطباء المعروفين بعد تعرضه للتهديد، اغلق العيادة، ولزمت انا البيت، وبدأت ابيع بعض مقتنياتي الخاصة، لأسد بها حاجتي الى المال. لم تكن سارة وحدها تعاني هذه المعاناة، وانما هنالك العشرات مثلها كن يتخفين في بيوتهن، بانتظار ان تتحسن الاوضاع الامنية سعاد جبار اختارت الذهاب مع اهلها الى احدى دول الجوار، بعد ان اتعبتها الظروف، ومنظر المليشيات المتوزعين في السيارات الحديثة بانتظار فرصة الاستحواذ على ضالتهم.اما نوال مظفر فسافرت الى احدى المحافظات وفي مكان بعيد عن الاعين، لتحافظ على نفسها، وتصون كرامتها، الان عادت تقول بألم: ليس الاختطاف وحده هو السبب وانما التدخل في نوعية وطريقة الملبس، مما حدا أحدهم ان يضربني بعصا على ظهري لكي ارتدي الحجاب، بحجة اني فاسقة بلا حجاب.حكايات وحكايات كثيرة بالامكان سماعها من افواه إني هؤلاء النسوة اللواتي تحملن الكثير، ينتظرن الان استتباب الامن، ليعدن لممارسة حياتهن من جديد بعيداً عن كل الوان الظلم والتعسف والتدخل في شؤونهن الشخصية.وسن وفرح ولمياء، طالبات جامعيات عبرن عن فرحهن بالخطة الامنية، والذهاب الى كلياتهن بأمان بعيداً عن الخوف ام احمد ربة بيت تقول: الخروج الى السوق بات أفضل من الايام الماضية، لأني كنت اخاف ان اذهب وحدي، فكان زوجي يقوم بشراء الحاجيات المنزلية الان انا اذهب الى السوق واقوم بالمهمة.ايناس عبد الرزاق تقول: أعمل في مكتب للاعلانات في منطقة الباب الشرقي، لا اشعر بأي خوف الان فأينما اذهب اجد سيطرة للحرس الوطني او الشرطة.هذا هو حال الشارع البغدادي، هذه الايام، فالامن يعود اليه شيئاً فشيئاً، بعد ان تم تطبيق الخطة الامنية