الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
# نريد وطن... في زمن الكورونا
الخميس 26-03-2020
 
نبيل رومايا

تمر الاوضاع في بلادنا بمزيد من التعقيد والتشابك والتدهور، وتستفحل الازمة العامة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، وتهدد للانهيار الى أسوء الاحتمالات. ويأتي انهيار أسعار النفط وتلكؤ تقرير الميزانية ووباء الكورونا ليزيد الأمور تعقيدا.

وفي نفس الوقت تستمر فيه المنظومة الحاكمة بمنهج المحاصصة الطائفية والاثنية والسياسية، وتتسع الفجوة بينها وبين ابناء الشعب المنتفضين.

بدأت انتفاضة الشعب العراقي في تشرين الأول 2019 (بنسختها الجديدة) واستمرت لأكثر من خمسة أشهر من دون انقطاع، وشكلت ضغطا هائلا على حكومة الفساد، مما ادى الى استقالة رئيس الوزراء ورفض مرشحي الحكومة لاستبداله، وقادت الى تغييرات اجتماعية وخاصة بالمشاركة الواسعة للمرأة العراقية والشباب والطلبة، ورفعت الصوت الرافض لهيمنة الأحزاب الإسلامية الطائفية ومليشياتها المنفلتة.

وبالرغم من الهجمة الشرسة من قبل الأجهزة الأمنية ومليشيات الأحزاب الإسلامية التابعة لإيران والتي أدت الى استشهاد المئات وجرح الالاف واختطاف العشرات من شابات وشباب الانتفاضة الثائر، الا ان التظاهرات اتسمت بعفويتها وسلميتها واصرارها على تحقيق أهدافها في المواطنة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.

وبسبب وباء الكورونا الذي اجتاح العالم، جرى إيقاف المسيرات والحشود والفعاليات التي لم تستطيع الحكومة ومليشياتها ايقافها.

وجرى إيقاف وتخفيف الاعتصامات بعد اتفاق عدد كبير من الناشطين نتيجة لتفشي الوباء، والمخاوف من أن يتسبب بكارثة صحية في بلد يعاني من مشاكل في مؤسساته الصحية غير الفاعلة. والتزاما بالقوانين والتعليمات الصحية. ولكن بالرغم من ذلك استمر عدد غير قليل في التواجد في ساحات الاعتصام وخاصة في التحرير والحبوبي تحت مراقبة صحية صارمة وذلك حفاظا على ذكرى الشهداء، وعلى الوعد الذي قطعوه على أنفسهم وشعبهم من اجل عراق أفضل.

واستغلت الأحزاب المتنفذة هذا الانحسار في الشارع العراقي لمحاولة تمرير اجنداتها ومحاصصاتها الطائفية والحزبية في اختيارات رئيس الوزراء الجديد ووزراءه.

ان مطالب المنتفضين لا تزال اليوم قائمة على انتخاب رئيس وزراء من خارج الدائرة الضيقة ولفترة قصيرة يمهد لانتخابات شفافة تحت قوانين هيئة انتخابات محايدة وقوانين انتخابية وحزبية نزيهة.  

ولكن الكل يعلم بأن هذه الحكومة واحزابها الطائفية الفاسدة لن تتخلى عن مكاسبها طوعيا، وستستعمل كل ذرائع "الاستحقاقات الانتخابية والدستورية والبرلمانية" للحفاظ على مراكزها وميلشياتها المسلحة، وستراوغ وتعطي تعهدات كاذبة وتنتظر انتهاء التظاهرات للعودة الى المربع الأول لممارسة الفساد والتحكم بمقدرات البلد.

إننا على يقين بأن التظاهرات العراقية ستعود مرة أخرى بأكثر قوة وعزيمة بعد انحسار الوباء، وستحاسب هذه الحكومة واحزابها لعدم الاستماع لصوت الناس، وهذه المرة لن تكون المطالب محددة ووقتية، بل ربما سترتفع الى تغيير النظام بالكامل.

25 اَذار 2020

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
صحيفة إسرائيلية تصف تأخير شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بـ"الضربة" وتؤكد: القادمة أكثر إيلاماً
الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن
خلال يوم.. 7 مجازر إسرائيلية توقع أكثر من 250 ضحية في غزة
"بحر تحت التلال".. غاز المنصورية ينتظر الاستخراج وجهات داخلية وخارجية تعرقل
اليونان اعتبرتها "إهانة".. كنيسة أخرى تتحول إلى مسجد في تركيا
عملية رفح.. لن تكون نزهة للجيش الإسرائيلي.. وتحذيرات عربية ودولية من "مجزرة"
الأمطار تغير خارطة الموارد المائية في العراق.. "عززت السدود ودعمت الأهوار"
اعتقالات وإزالة خيام اعتصام.. ماذا يحدث في الجامعات أميركية
مشروع يعيد اشجار العراق "المهاجرة" بـ 100 الف شتلة
تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم
جمال الأجواء يجذب السيّاح إلى بحيرة سد دهوك: ارتفاع منسوب المياه انعشها
جرف الصخر العراقية.. أهمية عسكرية استثنائية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة