بالتزامن مع اعياد الميلاد ارتدى الناشط في المجال البيئي رعد حبيب الاسدي ملابس سانتا كلوز وتوجه صوب اطفال الاهوار لنشر الفرح كما يفعل العم بابا نوئيل مع اطفال المعمورة، ساعيا من خلال ذلك لتسليط الضوء على حجم الحرمان الذي يعاني منه سكان الاهوار ولاسيما الاطفال منهم.
واوضح الاسدي الذي يترأس منظمة الجبايش للسياحة البيئية لـ(المدى) ان "منظمة الجبايش وبالتعاون مع المصور أسعد نيازي حاولت ان تزرع البسمة على وجوه اطفال الاهوار من خلال توزيع الهدايا والالعاب عبر شخصية بابا نوئيل الذي يزور اهوار الناصرية لأول مرة"، واضاف "ان الهدف من هذه المبادرة هو ارسال رسالة مزدوجة مفادها ان اطفال الاهوار يستحقون الفرح وان الحرمان ونقص الخدمات لا يليق بسكان الاهوار الذين يمثلون الامتداد الحقيقي للحضارة السومرية".
واشار الاسدي الذي قام بدور بابا نوئيل الى ان "اطفال الاهوار ما زالوا يواجهون جملة من التحديات التي تحرمهم من التمتع بطفولتهم"، مبينا ان "واقع الاهوار يفتقر للكثير من الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وهذا ما اخذ ينعكس سلبا على حياة الاطفال واسرهم".
واشار رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية الى ان "الامية باتت تنتشر بين اعداد كبيرة من سكان الاهوار وخاصة من هم في سن الدراسة"، مبينا ان "الاطفال الذين يعيشون في بيئة قاسية كبيئة الاهوار غالبا ما يُرغمون على ترك مقاعد الدراسة ويجدون انفسهم بمواجهة اعمال لا تتناسب مع اعمارهم".
واوضح الاسدي ان "هؤلاء الاطفال يغادرون طفولتهم مبكرا أو لا يعيشونها اصلا نتيجة الفقر والحرمان"، واردف "لهذا حاولنا ان نزرع البسمة على وجوههم ولو للحظات من خلال توزيع بعض الهدايا البسيطة ".
وتابع رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية ان "مشكلة الاهوار باتت مستعصية نتيجة الفساد المالي والاداري وسيطرت المافيات السياسية والاحزاب"، مبينا ان "الاموال التي جرى تخصيصها في الاعوام السابقة للاهوار كان يمكن ان تجعلها بأبهى صورة غير ان سوء الادارة وهدر ونهب المال العام حالا دون ذلك وجعلاها بهذه الصورة البائسة التي هي عليها الان".
وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد وهو ما يعيد السكان المحليين الى المربع الاول من الفقر والبؤس والحرمان.