الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
أكان عرساً.. أم موتاً ..؟؟
الأربعاء 31-12-1969
 
لحظة وضع حبل المشنقة حول رقبتها أطلقت زغرودة (هلهولة) أرعبت الجلادين
قصة الشهيدة الشيوعية البطلة (ســـــحر)
د. جمانة القروي
على اطلال المدينة السومرية اور، مهد الحضارات الانسانية العريقة الاولى .. شيدت مدينة الناصرية.. تلك المدينة الجنوبية التي ورثت ألاهمال والتهميش منذ تأسيسها، ومن قبل جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ..
في دماء وعروق أبناء هذه المدينة ، تجسدت معاني الشموخ والاباء..الحب والرومانسيــــة.. الحنان والوفاء .. التضحيــة والعطاء.. الشجاعة والصمود.. فقد حبت الطبيعة ابناء تلك الارض الكثير من الصبر والصلابة.. فعندما كانوا يواجهون ظلم وقسوة الطبيعة حينما تجرف مياه الفيضانات محاصيلهم التي شـــارفت على الحصاد.. يقفون مكتوفي الايدي واحلامهم تضيع.. ويتبدد جهدهم وعرقهم.. ليذهب ادراج الرياح أمام ناظرهم... لكنهم يتحملون المصائب والنكبات بهامات مرفوعــة.. من طينة تلك الارض جبل مئات الابطال من شهداء العراق .. وبالاخص شهداء الحزب الشيوعي العراقي.. في يوم قائض شديد الحرارة مغبر حيث الهواء المعبأ برمال الصحراء الحمراء من شهر آب عام 1964 وفي احدى المناطق الشعبية بمدينة الناصرية " حي الاسكان" احست الأم بالآم الطلق، فاستعدت لاستقبال القادم الجديد الذي سيكون ترتيبه الثامن في العائلة، كانت تذرع حديقة الدار ذهابا وأيابا، مستعينة بذلك على تحمل الام المخاض .. في بيت يتميز بالحب والطيبة حيث لاوجود للحقد او الضغينة بين ساكنيه ولدت ســحر التي كانت اخر العنقود واحــلاه.. تميزت بعينين سوداوين كبيرتــين .. ووجه مدور وبشرة بيضاء، تزين الوجه الجميل غمازتان تضيفان لجمال الطفلة الوليدة جمالا أكثر.. نشأت سحر وترعرت في اجواء الحب والعاطفة والحنو والصداقة من قبل اخواتها، واخوانها بالرغم من الفارق العمري بينهم.. لم تتمتع سحر بطفولتها كباقي الاطفال مع انها شاركتهم العابهم، فبلوغها وهي لم تتجاوز العاشرة بعد، جعلها تشعر بانها اكبر من اقرانها سنا.. منذ سنوات طفولتها الاولى تميزت بحيويتها ونشاطها ومرحها، وحب المزاح وسرعة البديهية.. احبت الرقص والغناء، وكان لصوتها عذوبة خاصــــة.. انتمت إلى فرقة الطلائع ( التابعة للحزب الشيوعي العراقي ) في مدينة الناصرية وواضبت على التدريبات التي كانت تقام في مقر الحزب الشيوعي ولم يكن عمرها، انذاك سوى تسعة اعوام.. عن طفولتها وذكرياته معها يحدثنا شقيقها أميرالذي كان اقرب الجميع اليها رغم السنوات العشر التي تفصلهما فيقول "دخلت سحر المدرسة وهي في سن السادسة لان اختنا ألاكبر" موناليزا "* كانت حينها معلمة في ناحية "البطحاء"* فكانت ترافقها للمدرسة لتغيبا اسبوعا كاملا، وما أن تعود حتى تقص علينا كل صغيرة وكبيرة مرت بها.. كان يشوب وجنتيها الاحمرار ما ان تسمع مديحا من احد ما، لم تكن تحب مدح نفسها وتردد دائما مقولة " من مدح نفسه فقد ذمها .. حسب قول اخي امير"...!! من امتع اوقاتها واسعدها حينما ترافق والدتنا لزيارة العتبات المقدسة لم يكن الدين هو ما يعنيها ، انما السفر وصحبة النساء وسماع احاديثهن .. في ذات الوقت شغفت بسماع قصص عن بطولات ومأثر الشيوعييــن ، فكثيرا ما تسال عن استشهاد فهد وسلام عادل وعن اسماء رؤساء الاحزاب الشيوعيــة .. وتكتب اسماءهم على ابواب البيت لكي تحفظها.." اما اخوها سمير فيحدثنا عن فترة اخرى من حياة سحر عاصرها هو.. فيقول" تركت بيت الاهل في الناصرية، حينما كان عمر اختي سحر 14 عاما ، اتذكر ملامحها الجميلة المميزة، سيما عينيها السوداوين وحاجبيها اللذين كثيرا ما سببا لها مشاكل في المدرسة مع مدرساتها.. كانت متعددة المواهب فبالاضافة إلى عذوبة صوتها، حفظت العديد من ابيات الشعر الشعبي والعمودي، واحيانا كانت ترتجله.. أمتازت ايضا بجرأة غريبة، واستقلالية الراي والكيان..." ست سنوات ما يفصل بين سحر واخوها الرابع جمال، عن طفولتها يقول" اتذكر تماما، حينما كانت لاتزال رضيعة في المهد وتبكي .. فاسرع إلى والدتي مشفقا، وخائفا عليها من كثرة البكاء، وكثيرا ما بكيت على بكاءها.. الحقيقة لم تكن طفولتها تختلف عن اي طفلة اخرى تعيش في منطقة جنوبية.. فكانت مع بنات المحلة واحيانا الاولاد تمارس الالعاب المتعارف عليها انذاك، ربما الشئ الوحيد الذي ميزها عن بقية الفتيات ذهابها إلى مدرسة بعيدة بالقطار، وغيابها عنا اسبوع او اسبوعين مع اختنا موناليزا ، قضت حوالي اربع سنوات هناك... عادت بعد ذلك إلى الناصرية والتحقت بمدرسة قريبة من بيتنا اســـمها على مــــا اذكر" ابتدائية حطين" .. بالرغم من وجود مدارس قريبة من بيتنا، لكن موناليزا اخذت سحر معها إلى مدرستها، " لماذا سحر بالذات دون اخواتها الاخريات ؟؟ لا اعرف وكأن القدر رسم، وخطط لكلاهما الاستشهاد والموت ببطولة .. " !! نشأت سحر وتربت على مبادئ الحزب الشيوعي والفكرالماركسي.. وقد تعزز ايمانها بهما، بعد سفرها صيف 1976 إلى المانيا الديمقراطية للمشاركة في مهرجان طلائعي عالمي , وقد اختيرت ضمن اربعة اطفال ليمثلوا العراق..آنذاك لم يتجاوزعمرها الثانية عشر.. بعد عودتها من المهرجان، اصبحت انسانة ناضجة، وكأن الفتاة الصغيرة التي سافرت قبل شهر واحد، كبرت فجأة.. صقلت هذه التجرية شخصيتها تماما، واخذت منحى اخر اكثر جدية ومسؤولية.. يقول جمال عن هذا الحدث " تغيرت اختي خلال تلك الثلاثين يوما بشكل اذهلنا جميعا، اضفت تجربة حضور المهرجان، على شخصيتها طابع مميز اتسمت به.. كما اثرت على تكوينها ووعيها السياسي لاحقا، وبدى ذلك جليا بزيادة قرائتها، واهتمامها بالجانب السياسي ثم أنضمامها للحلقات الماركسية الصغيرة والتي اهلتها للدخول في صفوف اتحاد الطلبة، و العمل الحزبي لاحقا ".. في منتصف عام 1978..نزع وحش النظام، قناعه المزيف ، ليكشر عن انيابه المسمومة ليفترس، ويسحق دون رحمة كل من يخالف افكـــاره ومعتقداتـــــه، ولم يكن يعنيــــه من هو خصمه رجلاً كان أو امراة او حتى طــــفلاً..!! اضطرت سحر واخواتها الاكبر منها ترك مقاعد الدراسة لانهن رفضن الانتماء للاتحاد الوطني لطلبة السلطة .. ومع ازدياد وحشية وبطش السلطة وخروج معظم اخوانها من العراق عام1979 .. رحل افراد العائلة المتبقية إلى بغداد في نهاية عام 1980 تاركين ورائهم، كل شئ، حتى ذكرياتهم.. إلا أن سحر ابت اللحاق بهم واختارت البقاء في الناصرية.. ومن هناك واصلت السير في الدرب الذي اختطته لنفسها... لم تبالِ بما قد يؤول إليه مصيرها، وما مدى الوحشية والقسوة والتعذيب الذي قد يطالها لو وقعت يوما بايديهم.. وابدت استعدادها من اجل التضيحة في سبيل ذلك... فقد امنت سحر منذ طفولتها وتفتح اولى براعم شبابها بالافكارالثورية والتقدمية، ولم يثنها الارهاب، ولا كسرت شوكتها الملاحقة لعائلتها، او أثـــر طردها واخواتها من المدرسة على ايمانها بالمبدأ الذي شبت عليه .. بل على العكس عمق في نفسها التحدي.. يقول اخوها جمال" على الرغم من صغر سنها إلا انها كانت ذات ادراك كبير، و تميزت بذاكرة قوية ومتوقدة، بالاضافة إلى انها كتومة جدا... لذلك اعتمد عليها الحزب في الكثير من الامور.. ان اصرارها على الصمود، كان ناتج عن ثقتها التامة بهذا الطريق.. ربما لم تكن سحر قد استوعبت المبدأ بكل حيثياته وابعاده ، لكن دافعها الوحيد هو حبها الفطري للحزب.. ليس إلا..!!" عاشت في احدى البيوت الحزبية السرية بضواحي مدينتها ومكثت هناك اكثر من عام مع مجموعة من الفتيات بسنها أو اكبر منها بقليل، حيث كن ينقلن البريد الحزبي.... كان اخوها جمال يتابع اخبارها من خلال صاحب هذا البيت.. أنتقلت إلى بيت اخر في " الحي العسكري " عاشت في هذا البيت فترة اختفاءها في الناصرية، وفيه ايضا تعرفت على زوجها الشهيد صباح طارش *.. كان الحنين إلى والدتها والارتماء في احضانها الدافئة.. يشدها لزيارتهم بين حين وآخر.. فتأتي إلى بغداد .. لم تكن سحر تتخلَ عن نضالها حتى في تلك الايام ، فخلال وجودها في بغداد حاولت الاتصال بالعديد من الرفاق والرفيقات ، الذين تواروا عن الاعين، لاعادة صلتهم الحزبية .. كما كانت تنقل البريد الحزبي من محافظتها الى العاصمة وبالعكس.. مابين عامي 1981- 1982 القي القبض على سكرتير الحزب بمحافظة الناصرية الشهيد " علي جبار"*، تسلم بعده صباح طارش، مسؤولية أدارة التنظيم ... يقول جمال اخو الشهيدة ســحر والذي عاصر سنوات نضالهـــــا " ازدهر، واينع الحب في قلب سحر وصباح .. ولابد من ان يتوج هذا الحب بالزواج ... وبتكتم تام جاء طالبا سحر.. باركت هذا الزواج.. وقد أسعدتهما موافقتي كثيرأ، الا اني لم احضر عقد قرانهما الذي تم بتكتم تام عام 1983عند احد سادة المدينة وذلك لظروفهما الخاصة والصعبة في آن.. كان عمرها آنذاك 19 عاما.." في احد تلك البيوت المتفرقة هنا وهناك بحي سومر.. والبعيدة المستترة عن أعين السلطة وكلابها.. عاشت سحروزوجها، كان اختيارهم لهذه المنطقة موفقا جدا حيث توفرت لهم التغطية الكاملة للعمل السياسي والسري وقد جعلوا منه بيتا فيه كافة مستلزمات البيوت الحزبية،.. واستطاعوا لفترة طويلة،الاختفاء فيه ، لولا وشاية خائن .. لاتزال اسرار عميلة اقتحام بيتهم غامضة لليوم، ولا يعرف بالضبط كيف رصدت عيون الامن ذلك البيت الصغير المنعزل، إلا ان المرجح هو ان اختراقات حصلت في تلك الفترة للتنظيم ، مما ادى للكشف عنهم والايقاع بهم.. بعد انتصاف النهار بنحو قليل في يوم قائض من شهر تموز عام 1984 طوقت الحي السكني والبيت بشكل خاص.. مفرزة مكونة من ثلاث ضباط وحوالي عشرين من منتسبي الامن، حاملين مختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة.. وتعالت اصواتهم مطالبة سكنة الدار تسليم انفسهم .. إلا ان صباح لم يستسلم ، وقاوم ببسالة، فقتل منهم ثلاثة، احدهم برتبة ضابط.. في هذا الجو المفعم .. بالموت، ورائحة البارود وصوت ازيز الرصاص لم تفقد سحر شجاعتها ورباطة جأشها حيث قامت باحراق واتلاف كل ما يتعلق بأسرار الحزب من اسماء وعناوين، واساسيات التحرك الحزبي،هي والرفيق " مهدي النجار"* حتى لا يقع في ايدي السلطة ما قد يؤدي بحياة او امن الاخرين .. استمرت المواجهة العنيفة اكثر من ساعتين ولم تستطع المفرزة اقتحام البيت، فتصورا ان اكثر من واحد يقاومهم.. ولم يتمكنوا من دخول البيت إلا حين وجه صباح الطلقة الاخيرة من مسدسه لتسقر بصدغه..!! كما حاولت سحر قطع لسانها حتى لاتضعف ، او تخونها شجاعتها وتشي بما تعرف .. لم تكن قد تجاوزت العشرين ربيعا، إلا انها كانت واسعة الادراك لخطورة الموقف الذي تجابهه.. فحبيبها وزوجها بين الحياة والموت.. ورفيقها مهدي يضرب ويهان بوحشية امامها.. والدماء التي تسيل من فمها بعد محاولة انتحارها، والطفل الذي في بطنها، حينها كانت في الشهر الثامن من الحمل.... اقتيدت سحر إلى مستشفى الناصرية وتحت حراسة مشددة، منعت عنها الزيارة وأوقف بباب غرفتها حارس على مدارالساعة.. حاولوا انقاذ حياتها بشتى الطرق، ليس عطفا، او انسانية منهم انما لانتزاع معلومات و لمعرفة هوية من معها.. لكنها لم تنطق بحرف واحد.. ولم تذكر حتى اسم زوجها؟ فقد حيرهم من يكون هذا الذي انتحر باخر طلقة من مسدسه.. سيما وان ملامحه قد تغيرت نتيجة اصابته بالراس.. عثروا بحوزته على عدد من الهويات وباسماء مستعارة .. فلجأوا إلى عملائهم من الامن والمخابرات في كل منطقة من الناصرية لكي يتسنى لهم التعرف على شخصيته من خلالهم.. وبهذه الطريقة توصلوا إلى حقيقة شخصيته.. بعد اقل من يومين فارق الحياة.. ثم سلموا جثته إلى اهله ومنعوا مراسيم العزاء .. تعرضت سحر لشتى انواع القسوة والارهاب ومورست ضدها ابشع اساليب التعذيب للحصول على معلومات سريعة.. إلا انها ظلت صامتة لم تنبس بنبت شفة.. ولم يتمكنوا من كشف اي بيت من البيوت الحزبية التي كانت على صلة بهم.. في دجن الليالي، والايام وانينها الصامت .. وبين هاوية الموت وامل الحياة، ابتسم لها محمد*، فرحت سحر بوليدها، وثمرة حبها، كأي أم .. على الرغم من المحنة التي تمر بها، وقساوة ووحشية مَن حولها، وقصر الوقت وسرعته، فلم تكن سوى دقائق قليلة تلك التي رأته فيها ، وضمته الى صدرها.. إلا انها استطاعت تحديد ملامحــــه قبل انتزاعه عنوة منها ، ليترك في ملجأ للايتام، يواجه مصيره.. في غضون اسابيع تماثلت سحر للشفاء لتنقل إلى مديرية امن الناصرية..ثم إلى اقبية امن بغداد.. تحدث احد شهود العيان إلى اخيها الكبير ، عن بطولاتها ، دون ان يعرف انها اخته.. فقال" لم ارَ شابة بهذه الجرأة.. وهذا المراس .. شديدة الاباء.. تمشي للتحقيق شامخة وبثقة عالية بمبدأها ونفسها... كانت تقول لنا ارفعوا رؤوسكم.. ولا تطأطؤوها ابدا .. نحن لسنا مجرمين.. انما نحن مناضلين.. "!! مكثت سحر في سجن الرشاد للنساء فترة انتظارها لتنفيذ حكم الاعدام بعد ان حكمت محكمة " الثورة" بتاريخ 31/ 12/ 1984.. عليها بذلك.. ومن هناك بعثت رسالتها الاولى والاخيرة إلى اهل زوجها ترجوهم البحث عن طفلها وتربيته، والعناية به .. منتصف شهر نيسان من عام 1985 أزف وقت رحيل سحر، لتلحق بمن احبت.. فتقدمت مرفوعة الهامة .. كشجرة نخيل لتعتلي المشنقة.. وما ان طوق الحبل رقبتها حتى اطلقت الزغاريد .. لتذهل وترعب قاتليها.. ولترسم احدى اجمل صور البطولة والشموخ، بريشة الايمان الثابت والعميق، بان ليل الظلم والقمع والارهاب.. لابد ان تشرق بعده شمس الحرية *... هوامش... * موناليزا " الشقيقة الكبرى لسحر، كانت تعمل ضمن فصائل الانصار.. استشهدت يوم 7| 9 |عام 1986 برصاص الجندرمة الاتراك .. * ناحية البطحاء : احدى نواحي مدينة الناصرية والتي لاتبعد عن مركزها سوى 20 كلم .. ·     حي العسكري : احد الاحياء الجديدة في الناصرية انذاك حيث شيدت بيوت حديثة للعسكريين .. *الشهيد علي جبار: اعدم بعد ذلك في سجن ابو غريب سئ الصيت ·     صباح طارش كان من منطقة الاسكان، ومن عائلة شيوعية اعطت أربع شهداء .. كانت تربطه باهل الشهيدة سحرعلاقات عائلية .. وقد تزوجا قبل استشهاده بفترة وجيزة.. ·     مهدي النجار .. حكم واعدم بنفس اليوم الذي اعدمت فيه سحر، وكان وجوده معهم في البيت بالصدفة . ·     ولد محمد في 16/تموز/ 1984 قبل اوانه " خدج" ونتيجة لذلك كان عليلاً وضعيف البنية ، مما ادى إلى اصابته بالعديد من الامراض سيما بعدما ترك في الملجا،وكاد شبح الموت أن يخطفه هو الاخر ..لولا ان احدهم اتصل باهله لابيه، وطلب منهم ان يستلموه.. فقامت احدى عماته على تربيته.. وأوقفت حياتها من اجله.. والان هو شاب يافع ومتزوج ويعيش في الناصرية .. ·     لم يعلم اهلها باعدامها إلا عام 1986 .. وقد نشرت جريدة طريق الشعب نعي للاختين الشهيدتين " موناليزا" ( المعروفة في كردستان بإسم أنسام ) وسحر.. رسالة الشهيدة سحر الى عمها قبل اعدامهاقرار الإعدامالشهيدتان سحر و موناليزاملاحظةلقد ناقشت الدكتورة المبدعة جمانة القروي بشأن الشهيدة سحر قبل اربعة اشهر... لتوثيق الأحداث الأخيرة لهذه الشهيدة المناضلة الصلبة... وفعلاً باشرت الدكتورة جمانة بالبحث والتحري والاتصال بالكثير ممن لهم معرفة بالقضية, وكان اهم مافي الأمر هو الوصول الى رسالة الشهيدة الأخيرة التي ارسلتها الى عمها والد الشهيد زوجها... لقد بدأت رحلة البحث التي قامت بها الدكتورة جمانة من يوتوبيري وستوكهولم في السويد... ومن ثم السفر الى العراق  حيث جالت في اكثر من محافظة رغم الظروف الأمنية في العراق... لقد بذلت جهوداً كبيرة وتضحية في الوقت والمال وتحمل المخاطر حيث تكللت جهودها بالنجاح.. في نية الدكتورة جمانة تأليف كتاب عن الايام الاخيرة للشهيدة سحر ونأمل ان تلقي الدعم الكامل من دور النشر العراقية لهذا العمل الإنساني والوطني حين تحتفظ مكتابتنا بمثل هذه القصة في زمن انكرت فيه احزاب الإنحطاط السياسي شهداء الحزب الشيوعي العراقي الأبطال.نوري علي  

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة