نجم خطاوي
في أيلول 2005 كتبت هذا النص بعد فاجعة جسر الكاظمية المروعة
هذا الصباح استذكرت النص والمدينة والفاجعة وسط الأخبار القادمة من بغداد
جسر الصرافية لا يختلف كثيرا عن جسر الكاظمية
كلاهما ارتبط بدجلة وبشاطئيها
كلاهما كان السبيل لعبور الكرخيين والرصافيين وأهل العراقكلاهما كان معلما من معالم المدينة وسرا من أسرار جمالهاوكلاهما كان الضحية للقتلة المجرمين كارهي الحياة والإنسانليس لدي سوى كلماتي ونصي الذي أعيد نشره تضامنا مع أهلي في بغداد والعراقهذا الجسر جسري أعرفه من زمان الفتوةفوق رصيفه مشت قدماي متعبةومثل خفة الحمامةتنقلت راحتاي على سياجه الحديديوبين زحام الزائرين وعويل المركباتوقيظ المدينةأضعت يوما وجهيثم لقيته ثانية يلمع كالضوءفي ذهول الغريبعلى سطح ماء بلوره.....هذا الجسر جسريوسط قدور الطعام الكبيرةوبين حشر الفتية والضجةجئته مرة زائراتحملني سيارة حمل لوري ,حمراء كبيرةوسط ( قمارتها ) رفرفت راية سوداء( هذا موكب عزاء أهالي الكوت )هنا في ظهيرةقبل ثلاثة وثلاثين عاماهنا في شوارع الكاظمية العريضةلطمت صدري قرب جسريمستذكرا كاظم الغيظ والزنازينشاتما جور هارون وكل الطغاةحالما بالعدالة والوطن الجميل...هذا الجسر جسريوالماء نبع روحيدجلة نهريوسط أحزان ضفتيهأحضن اليوم أهليمجللين بالموت والسوادوسط التوابيت والصمتوسط حنظل الأسئلة