الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
إيران تلاحق السوداني من بغداد إلى البيت الأبيض
الإثنين 01-04-2024
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

أمام محمد السوداني، رئيس الحكومة، أسبوعان لمعالجة أوضاع داخلية تتعلق بكردستان، والحفاظ على "هدنة الفصائل"، قبل زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض. وبدأت أصوات من داخل الولايات المتحدة، تعترض على زيارة رئيس الوزراء، بسبب الهيمنة الإيرانية، وعلاقتها بالجماعات المسلحة، والأزمة مع كردستان.

بالمقابل فإن الهدوء على جبهة الفصائل حول الزيارة، يبدو أشبه بـ "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وأعلن البيت الأبيض، قبل أسبوع، عن موعد زيارة السوداني إلى واشنطن للقاء بايدن، في 15 نيسان الحالي، وقال في بيان إنهما "سيبحثان الأولويات المشتركة وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة والعراق".

وفي غضون ذلك دعا ثمانية من مجلس الشيوخ الأمريكي والكونغرس الأمريكي الرئيس جو بايدن إلى تقليص الهيمنة الإيرانية ودعم الكرد شرطا أساسيا لزيارة السوداني إلى الولايات المتحدة.

ووجه السيناتور الجمهوري توم كوتون، مع 7 نواب آخرين، رسالة إلى بايدن تطالبه بوضع شروط على العراق، أبرزها "عدم تقديم المزيد من التنازلات لإيران"، والتدخل "لاستئناف تصدير النفط من إقليم كردستان العراق".

وتسعى بغداد إلى عقد "شراكة شاملة" مع الولايات المتحدة، بحسب بيان للحكومة.

وبصدد الزيارة يقول غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق في حديث لـ(المدى) إن "أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين اعترضوا على الزيارة، يسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لتضغط على العراق بدورها بملفات تخص إيران في المنطقة".

ويشير فيصل إلى أن دوائر أمريكية "منزعجة من التدخلات الإيرانية في العراق، والهيمنة على البلاد والتدخل في قضايا سيادية ودستورية، مثلما يحدث مع كردستان".

وقال الدبلوماسي السابق إن "إيران تحاول أن تفكك النظام الفيدرالي في العراق، والنيل من مكاسب الشعب الكردي وتدمير النجاحات الأمنية والاقتصادية والاستقرار في كردستان".

وتصاعدت بشكل كبير، قبل زيارة السوداني، أزمة الإقليم مع قرار المحكمة الاتحادية، وتلميحات الحزب الديمقراطي الكردستاني بمقاطعة العملية السياسية.

وقال السيناتور توم كوتون، في الرسالة إلى بايدن إن "العراق لا يزال تحت نفوذ إيران، التي تحصل على حوالي 3 مليارات دولار سنويا لميليشيات مدعومة من طهران، بما فيها 4 فصائل تصنفها الولايات المتحدة إرهابية".

وذكّرت الرسالة بـ"الهجمات التي شنتها تلك الميليشيات ضد القوات الأميركية وإقليم كردستان، التي وصلت إلى أكثر من 180 هجوما منذ 7 تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة أكثر من 100 آخرين".

وقال المشرعون الجمهوريون إنه "رغم ذلك، تواصل إدارة بايدن منح العراق إعفاءات من العقوبات على طهران لاستيراد الكهرباء والغاز الطبيعي الإيراني، فضلا عن استخدام الدولارات الأميركية المحولة إلى العراق من الاحتياطي الفيدرالي". وقال النواب إنهم "يشترطون قبل حصول الزيارة أن تركز إدارة بايدن على الحد من النفوذ الإيراني في العراق وحشد الدعم للشركاء في كردستان"، وشددوا على "مطالبة رئيس الوزراء العراقي بإعادة فتح خط الأنابيب بين العراق وتركيا حتى يتمكن إقليم كردستان من تصدير النفط، بما يمنع التمويل الأميركي العام والخاص من أن يكون مهددا بنفوذ طهران في بغداد".

وطالب النواب في ختام الرسالة، "بعدم السماح بإجراء المزيد من التحويلات بالدولار الأميركي إلى العراق، حتى تؤكد وزارة الخزانة أن مثل هذه التحويلات لا تفيد النظام الإيراني او وكلاءه".ويعلن خبراء في الاقتصاد، عن وجود أزمة بالنقد في البلاد قد تكون متعلقة بدفعات الدولار القادمة من الفيدرالي الأمريكي، وهو ما تنفيه الحكومة.

ويوم الأحد قال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، إن زيارة السوداني لواشنطن "ستكون مهمة للغاية حيث سيطرح ملف الانسحاب الأمريكي فضلا عن أزمة الدولار وحل العقوبات ضد المصارف العراقية".

موقف الفصائل

وكانت تصريحات أمريكية حول وجود "داعش"، سبقت موعد الزيارة، اعتبرت مستفزة للجماعات المسلحة لأنها قد تنسف الهدف الرئيس من الزيارة وهو "إخراج القوات الأمريكية"، لكنها (الفصائل) فضلت السكوت.

ولم يتحدث حتى الآن، غير فصيل واحد غير مؤثر، بتصريحات جانبية عن خطط المجموعة في حال فشلت محاولات الحكومة في إخراج القوات الأمريكية.

والتزمت الفصائل الأخرى، التي تطلق على نفسها "المقاومة العراقية الإسلامية"، الصمت ولم تصدر بيانا كما كان يحدث في كل مرة.

وحذر محمد التميمي أمين عام "فليق الوعد الصادق"، الذي يدعي أنه جزء مما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية" من أنه سيرسل الأمريكان بـ"النعوش" إلى بلادهم إذا لم ينسحبوا.

وتتضمن ماتسمى بـ"المقاومة العراقية" تحالفا من عدة فصائل، نشط بشكل واضح بعد أيام من حرب غزة العام الماضي.

وقبل أيام شكك وزير الخارجية فؤاد حسين، بالبيانات التي تصدرها ما تسمى "المقاومة" والتي تعلن فيها بين الحين والآخر شن هجمات تستهدف مناطق داخل إسرائيل.

وقال حسين في مقابلة مع إذاعة "صوت أمريكا": "قرأت البيانات الصادرة، ولكن الجانب الآخر لم يقل إنها صحيحة، وأنا لا أعرف هل هذه البيانات للاستهلاك الداخلي أم أنها حقيقة؟".

ودخلت الفصائل في هدنة "غير معلنة" مع القوات الأمريكية، ولم تسجل هجمات على تلك القوات منذ شباط الماضي، لكنها تصدر بين حين وآخر بيانات عن قصف أهداف في إسرائيل.وأضاف حسين أن "استخدام السلاح داخل العراق يتطلب قرارا من القائد العام للقوات المسلحة، ولا ينبغي لأي شخص أن يتخذ قرارا من ذاته بأن يشن حربا على هذه الجهة أو تلك"، مؤكدا أن "قرار الحرب يصدر من مجلس النواب العراقي حصرا، وليس قرارا شخصيا".

وكانت الخارجية العراقية قد أعلنت في وقت سباق، أنها ستستمر بالشراكة مع الولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بالأمن ومحاربة "داعش".

ويقول غازي فيصل وهو مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية: "طالما تم الاتفاق على دعوة السوداني إلى واشنطن فإنه من المؤكد أن الملفات الأساسية التي ستعلن تمت مناقشتها بصورة مفصلة وأصبحت جاهزة للمسات الأخيرة والتوقيع حال وصول رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض، حيث يمكن أن تعلن مواقف جديدة أو تضاف بروتوكولات إلى اتفاقية الإطار الستراتيجي مع الولايات المتحدة".

ويضيف فصيل: "المهم في المواقف قبل الزيارة أن الحرب على الإرهاب مستمرة وأيضا رفض تدخل إيران في الشؤون السياسية والدستورية للعراق، ورفض انتشار الجماعات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار البلاد، وهي أدوات خطيرة بيد طهران".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
كيف أصبح الأول من مايو عيداً لعمال العالم؟
بعد سنوات من التعثر، هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية؟
ردود فعل حادة بعد إقرار "قانون المثلية الجنسية" في العراق
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
ندوة اللجنة الثقافية في الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم "المثلية الجنسية"
في عيد امنا الأرض، أطفالنا في خطر
مقتل نجمة التيك توك العراقية "أم فهد" بالرصاص في بغداد
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة