حاولت جاهدت أن استعيد إلى ذاكرتي أيام طفولتي ، تلك الأيام التي زرعت في روحي حبا لكل ما هو جميل في وطني ، بدءاً من أماكن اللعب و أماكن التسلية وانتهاءً بساحة المدرسة إلى حديقة بيتنا ، كل تلك الأماكن تركت أثرها في روحي ، وزرعت ورودا من الحب ، رافقتني في كل تفاصيل حياتي وحشة.ماذا سأكتب عن أطفالي وطني بيوم الطفل العالمي ؟؟ وعمنْ اكتب ؟؟ هل اكتب عن الأطفال الذين يرتضون أن يتمددوا بأجسادهم الطرية اللدنة وسط الشارع كي تتم عملية الاستجداء بهم على أكمل وجه ؟؟ أم اكتب عن الذين تركوا مقاعد الدراسة والتجاؤا إلى بيع السكائر والماء البارد ؟؟ أم أكتب عن الذين امتهنوا السرقة حرفة لهم كي يسدوا حاجات أهاليهم أو ربما حاجاتهم؟ ؟ أم ترى اكتب عن الذين امتهنوا حرفة بيع حبوب الكبسله بشكل علني ؟؟ هل أكتب عن الذين تتقطع أجسادهم كل يوم بفعل السيارات المفخخة ؟؟ أم أكتب عن الذين يموتون في المستشفيات لانعدام الأدوية والعناية بهم ؟؟ أن موت الأطفال يعني موت الوطن ، لهذا اشعر إن وطني الذي ما غادرني مرة ، سوف يلم عباءته ويرحل بهدوء إلى العالم الآخر ، سيرحل بهدوء كطفل يحتضر بصمت .إنحينت علي طفليَّ وقبلتهما وهما نائمين ، وكأنني أطبع قبلتي على وجوه أطفال كل العالم وتذكرت يوم جاءني والدي وهو يحمل بيده كاسيت واسمعني أغنية ، لازالت كلماتها عالقة في ذاكرتي(يا أطفال كل العالم يحلوينيا أطفال تشيلي الثائرة وفلسطينرادت أمريكا تبوك كل جلماتكم رادت الظلمة تغطي كل بسماتكمما تكدر الظلمة تسد كل الروازينحلوين لو كلما يطول الليل حلوين) *
* شعر عريان السيد خلف والحان الفنان جعفر حسن