لقاء مع السيدة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المراة العراقية
علي المالكي
ربما يفوت على الكثير من النساء العراقيات،وفي مختلف المراحل العمرية،التاريخ المشرف لنضال المرأة العراقية،ودخولها معترك العمل السياسي الى جانب الرجل، والحقيقة التي ينبغي ان تعرفها النساء العراقيات وخصوصا الشابات: ان نضال المرأة العراقية يمتد الى مطلع القرن

العشرين،وانها اثبتت جدارة لافتة للنظر في العمل السياسي.التقت (المدى) السيدة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المراة العراقية لتستعرض جوانب من تاريخ الحركة النسوية العراقية، ونضال المرأة العراقية.تاريخ مشرف * ما هي المساهمات الفعلية للنساء العراقيات في الكفاح من أجل تحررهن والتقدم الاجتماعي في العراق؟- الحقيقة التي قد تغيب عن الكثير من النساء العراقيات هي ان المرأة العراقية شرعت بالعمل السياسي الى جانب الرجل منذ مطلع القرن الماضي حيث ساهمت في ثورة العشرين وبمختلف الاساليب وفي اواسط العشرينات ظهرت الصراعات الفكرية حول قضية المرأة وحقوقها ومساهمتها في المعارك الوطنية المقبلة ة،وكانت هناك مساهمة للعناصر الوطنية التقدمية، جماعة الرجال والمتنورين والادباء والشعراء في حملة حقوق المرأة.وكان للصحافة دورا مميزا وخاصة صحيفة (الصحيفة) الصادرة عام 1924 في الحملة الاعلامية للمطالبة بحقوق المرأة.وكان لنهوض الحركة النسائية العراقية اسبابا خارجية اهمها ماحققته الحركة النسوية في مصر وتركيا، وكذلك انتصارات الثورة الاشتراكية في سوريا 1917،ونيل المرأة حقوقها ومع انتشار التعليم وازدياد عدد المدارس واقبال الفتيات عليها.* وماذا عن مساهمة المرأة العراقية في الحياة السياسية؟- بعد تكون الاحزاب الوطنية في الثلاثينيات الى اواسط الاربعينيات – بدأت مرحلة جديدة، وهي انتماء المرأة الى بعض الاحزاب الوطنية ذات الاهتمام بالقضايا النسائية كالحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي.وكذلك التطور في التعليم ودخول الفتيات الكليات والتوجه الى العمل وممارسة بعض الاعمال كالتعليم والطب والصحافة والمحاماة ساعد هذا كله على خلق حركة نسوية منظمة في العراق وتاسيس بعض الجمعيات ذات الطابع الخيري مثل جمعية الهلال الاحمر ورعاية الامومة والطفولة ومحاولة لتاسيس جمعية نسائية باسم جمعية الرفيقات واهم اهدافها مكافحة الامية برئاسة الدكتورة (روز خدوري) ومن ثم تطورت المنظمات النسوية وظهرت اتجاهات جديدة حول الحركة النسوية. حيث ربطت قضية المرأة بقضية النضال من اجل الاهداف الوطنية ومهمتها فيه. اول منظمةفتاسست اول منظمة نسائية (اللجنة النسوية لمكافحة الفاشية) وحملت اهداف مزدوجة خاصة وعامة واشتركت المرأة في المؤتمرات العربية لاول مرة في مؤتمر لنساء الشرق في دمشق وحضرته المناضلة (امينة الرحال).وكذلك تاسست في عام 1944 جمعية نسائية باسم رابطة نساء العراق ذات اهداف مشتركة الخاصة بقضايا المرأة والعامة التي تهتم بالقضايا الوطنية وكان اشتراك المرأة في الوثبة (وثبة كانون 1948) بشكل فعال ومنضم بعد تطور حركتها ووعيها الوطني وكنتيجة لاسهاماتها ومشاركتها في الاحزاب الوطنية.وكان استشهاد(بطلة الجسر) رمزا لبطولة المرأة بعد تعرض الجموع لرصاص السلطة على الجسر القديم في بغداد الذي سمي فيما بعد ب(جسر الشهداء)- وفي اذار عام 1952 بادرت الطليعة التقدمية من النساء العراقيات الى تاسيس منظمة نسائية جماهيرية ديمقراطية باسم(رابطة الدفاع عن حقوق المرأة) توحد وتضم في صفوفها العاملات، والفلاحات، وربات البيوت، والمثقفات، على اختلاف قوميتهن واتجاهاتهن السياسية ومعتقداتهن الدينية.رابطة المرأة العراقية- وقد جرى تغيير اسمها من (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة). الى (رابطة المرأة العراقية) في المؤتمر الثاني الذي عقد في بغداد عام 1960 وكانت اول منظمة نسائية تجمع في اهدافها النضال الوطني التحرري الى جانب النضال من اجل حقوق المرأء وسعادة الطفل، ادراكا منها كحقيقة ان تحرير المرأة لايمكن تحقيقه دون تحرير المجتمع.وسعيا لتحقيق اهدافها ساهمت الرابطة منذ تاسيسها في جميع المعارك الوطنية التي خاضها شعبنا باضرابه وقواه الوطنية ضد الاحلاف والمشاريع الاستعمارية والأنظمة الرجعية والدكتاتورية من اجل الاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية والتقدم الاجتماعي وتعرض الكثير من اعضائها للاضطهاد والملاحقة والسجن والتعذيب وقدمن امثلة رائعة في الشجاعة والتضحية وتحدي كل اشكال الارهاب والتنكيل والتسلط الذي تعرض له الشعب العراقي بجميع قومياته واقلياته.ومن ثم تطورت المنظمات النسوية،وظهرت اتجاهات جديدة حول الحركة النسوية. حيث ربطت قضية المرأة بقضية النضال من اجل الاهداف الوطنية ومهمتها فيه.اكتسبت الرابطة على مر السنين،خبرات واسعة في تنظيم النساء، وتنوعت اساليب عملها وفقا للظروف التي جابهتها من سرية الى شبه علنية الى علنية واخذت بنظر الاعتبار القطاعات المختلفة من النساء،واستطاعت من خلال برامجها ونشاطاتها في جميع انحاء العراق، ان ترسخ وجودها بين صفوف النساء وتنشر وتعمق الوعي بقضية المرأة بين اوساط واسعة من ابناء الشعب مكافحة بذلك التقاليد الاجتماعية البالية، وكان للرابطة دورا كبيراً في تشريع اول قانون للاحوال الشخصية في تاريخ العراق في عام 1959.وقد لعبت رابطة المرأة العراقية منذ تاسيسها ولحد الان دورا مهما في النضال من اجل وحدة الحركة النسوية الديمقراطية العربية والعالمية من خلال انضمامها الى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1953.وعملت الرابطة على تعريف النساء العراقيات بأوضاع المرأة ونضالاتها في مختلف انحاء العالم وعلى تعزيز التضامن مع نضال الشعوب وحركات التحرر الوطني ضد الامبريالية والفاشية والدكتاتورية والعنصرية والتمييز العنصري والصهيونية ومن اجل توطيد السلام ونزع السلاح واستطاعت الرابطة ايصال صوت المرأة العراقية من خلال المؤتمرات واللقاءات العربية والعالمية وتنشيط الحملات التضامنية مع نضالها.عقدت الرابطة مؤتمرها الرابع في بيروت في ايار 1981 تحت شعار " لتتظافر جهود النساء العراقيات مع قوى الشعب الوطنية من اجل اسقاط النظام الدكتاتوري واقامة نظام ديمقراطي لامكان فيه للحروب والفاشية والدكتاتورية وتحقيق المساواة للمراة والسعادة للطفولة)، وساهمت المراة العراقية مساهمة فعالة في الجنوب والوسط وكوردستان في انتفاضة الشعب عام 1991 ضد نظام صدام الدكتاتوري وقدمت الكثير من الشهيدات.المهام الراهنة والمستقبلوكيف تنظرون للمهام الراهنة للحركة النسائية ومستقبلها؟.- قال الكاتب الارجنتيني (1811 -1888 فاستينو مارمينو (يمكننا أن نقدر درجة الحضارة التي يبلغها شعب ما بما وصلت إليه المرأة من مركز اجتماعي).ونقول ان اية عملية تنمية حقيقية في بلادنا وفي أي مكان في العالم، لاتنجز دون مساهمة فعلية وحقيقية للمرأة فيها.وان تفعيل طاقات المرأة وضمان مساهمتها الفعلية لن يتم دون تمتع المرأة بحقوقها وادراك المجتمع ككل لهذه الحقوق.لا ندعي اذا قلنا ان الرابطة هي المؤسسة النسائية التي عملت بحيادية عالية لتنهض بوعي المراة وتدفع من مكانتها. ولقد أكد النظام الداخلي للرابطة على الاعتراف بالحقوق والحريات الاساسية التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية للمراة وتثبيت ذلك في الدستور ومتابعة تطبيق كل القوانين التي تضمن وتحمي حقوق المراة والطفل بشكل عام والرقابة على تطبيقها في الواقع العملي.