وابأبي أبيض في صفرة كأنه تبرٌ على فضهجرّده الحمام عن درة ٍتلوح فيها عُكُن ٌ بضهغصن ٌ تبدى يتثنى على مأكمة ٍ مثقلة ٍ النهضه كأنما الريش على خدّه ِ طل ٌ على تفاحة ٍ غضهصفاته فاتنة ٌ كلها فبعضه ُ يذكرني بعضه ياليته زوّدني قبلة ًأو لا فمن وجنته عضه .
هؤلاء يقولون ، ويهيمون لكن القول لوحده قابل للدحض ، فالتبذل والخمر وحتى الغزل في اختلاف النصوص والآراء محط مساجلة ، لكن الاختلاف الشاذ الوحيد في طبيعته العنيفة هو انك تمارس سحق الآخر في اختياراته ومنعه من ابداء رأيه ، وأن تضع على رأسه خنجر السفاك ليحذره بأنه لوخرج عن سكة مرسومة له ومتعارف عليها في الأمس " في ديموقراطية الأمس " ! فانه لا محالة أي العنق ، الى سفح العدم والمسلخ الدموي الذي هو الاسم الثاني لكل تطرف مُقنن وتشدُد مرسوم والى الأبد . ان الكثير من النتاج الأدبي الغزلي والتأملي الفلسفي هو محط امتعاض المتشددين الذين يتمنون ان يمزقوه . ان التشدد محرقة الحرية . وسيبقى هناك على مذبح الحرية دم العنقود بجانبه خنجر السفك ، هذا يريد الانطلاق الى الذرى السقراطية والباخوسية ! وهذا يجرجره الى العقل والالتزام وفق مفهوم الأخير في الحرية . والى ان تخرج المعضلة هذه من عنق الزجاجة سيجري دم البشر في غير محله . ويظل الاختيار حالة حضارة والتربية الصحيحة في التوازن والعدالة في ذوق الآخرين وعدم التدخل فيما لايعنيني هو القيمة الأرقى لتقدم الناس وانني بالقدر الذي لا اسمح به لنفسي تمزيق زهديات ابن الرومي فاني لا اعطي الحق لنفسي بحرق خمرياته . قال ابن الرومي في الخمر :
خلّ ِ الزمان اذا تقاعس أو نجحواشكُ الهموم الى المدامة والقدح واحفظ فؤآدك إن شربت ثلاثة ً واحذر عليه أن يطير من الفرح ْهذا دواء ٌ للهموم مجرب ٌفاسمع نصيحة حازم ٍ لك قد نصح ْودع الزمان ، فكم نصيح ٍ حازم ٍ قد رام اصلاح الزمان فما صلح ْ
لإبن الرومي رأي ولنا رأي ، وبالرأيين وسواهما تتقدم الحياة مادامت متوازنة وبدون قمع لأن الأخير يورث مثيله والعنف يوجب العنف ، وبذا يدخل الزمان في دائرة من الدم ، ومخططات السفاك تهون معها عضة الضحاك !. ولو كان للشعراء بيت قريب لجادوا عليك بفستق وزبيب ، وباقة ورد وشموع وقناني نبيذ وموسيقى حالمة وجلسوا لسويعات هناء يتسامرون مع حبيب طيب له ذوق في الكلام واصول في المُدام .