الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
آثار الوضع الأمني على المرأة العراقية
الأربعاء 31-12-1969
 
الطريـق :
الواقع المؤلم الذي تعيشه المرأة العراقية حاليا والذي فرضه انعدام الامن دفعها للخروج للعمل اضافة الى الاعباء الاخرى التي تقع على عاتقها بعد ان صار خروج الرجال في بعض المناطق الساخنة يشكل خطراً عليهم بسبب الاعتقالات والاغتيالات. 
ام لطيف" سيدة من سكنة بغداد تجاوز عمرها الخامسة والاربعين يوشحها السواد كما يعلو ملامحها الحزن والاسى. تقول: "فقدت ولدي لطيف وابنه كما فقدت ولدي الثاني اكثم، ذهبوا الى عملهم كالاخرين ولكنهم لم يعودوا". وتضيف بحزن: "الناس في بغداد يخشون الخروج من منازلهم، وعليّ الآن توفير لقمة العيش لعائلتي وعائلة ولدي لطيف، عائلة الشهيد لديها راتب شهري ولكنه لا يكفي لمنتصف الشهر" وتردف بأسى "المشكلة هي في الذهاب الى استلام الراتب وسط هذه الفوضى وغياب الامن". السيدة "ام نور" من اهالي المحمودية تصف وقوف المرأة في محطات الوقود عدة ساعات وبيدها (الجلكان) للحصول على البنزين "حالنا كحال المتسول بيده صحنه يتحمل ذلّ السؤال واراقة ماء الوجه". وتضيف "ان طابور الرجال لا يتجاوز الثمانية أو العشرة فيما يطول طابور النساء الى عشرات الامتار، ومع ذلك فنحن نحمد الله على كل حال، المهم ان نجد الرغيف ويبقى البنزين مشكلة ثانوية".  اما رباب علي خليل التي لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون متزوجة ولها طفلتان كان زوجها تاجراً صغيراً في الشورجة قبل ان يقتل برصاص الإرهابيين وتعود هي الى منزل اهلها في مدينة الصدر، لم يكن امامها سوى خيار العمل كـ((خبازة))، ذلك العمل الذي جعلها محطمة ومنكسرة ولا ترى امامها سوى شبح الموت رغم انها في ريعان شبابها.  خسرت صحتي من اجل اولادي "ام ماجد" من سكنة قضاء المحمودية تقول: "ان الوضع الامني هو السبب الاساسي في تدهور الاوضاع المادية فالرجال الذين لا يملكون راتباً شهرياً يعملون كسبة يأخذون رزقهم من هنا وهناك فهذا يعمل سائق تكسي وذاك يعمل بائع خضروات ولكن هذه الاعمال باتت الان تشكل خطراً على حياتهم لذا فالوضع المادي الآن تتكفل المرأة بتأمينه. وانا كأم وربة منزل متكفلة بكل صغيرة وكبيرة داخل المنزل كما ان جميع الاعمال التي كان الاولاد يقومون بها ألقيت على عاتقي وهذا يشكل خطورة على صحتي وانا امرأة كبيرة في السن ولكن ما العمل فانا اخشى على اولادي من الموت". السيد "ابو امير" تعرض لعدة تهديدات من اولاد المنطقة مما ادى الى بقائه في المنزل طوال ثلاثة اشهر حتى انه لا يصل الى باب المنزل الا نادراً فكيف يمكن تصور حال رجل محجوز في منزله منذ ثلاثة اشهر قابلة للتمديد لا يرى فيها احدا. والمشكلــة لا تكمـــن في "ابو امير" بل في "ام امير" التي تكفلت بكل امور المنزل من توفير الاحتياجات وجلب البنزين والذهاب لاستلام الراتب اضافة الى مشكلة مرض الاطفال بعد منتصف الليل فكيف لها الذهاب الى المستشفى لوحدها في ظل تلك الظروف الامنية غير المستقرة.  مشاكل اخرى لبقاء الرجل في البيت  السيدة سامية محمد "ام شيماء" من سكنة بغداد تقول "ان الرجل في ظل الظروف الامنية السابقة والتي كانت جيدة عندما يجلس في المنزل عدة ساعات يسبب للمرأة مشاكل كثيرة فكيف اليوم والرجل يلازم المنزل طوال النهار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة داخل المنزل حتى في التنظيف وتدخله في شؤون المطبخ كل هذا يسبب ازعاجاً كبيراً جداً للطرفين سواء كان الرجل او المرأة واحياناً كثيرة حتى الاولاد يتململون من وضع والدهم".  هيفاء هاتف مدرسة مادة الاحياء في احدى المدارس المتوسطة في قضاء المحمودية تقول: "لقد بدأت أفقد هويتي كمدرسة ومربية اجيال لكثرة اختلاطي بطالباتي عندما أملأ الماء من البئر الذي حفره ابناء المنطقة لاستمرار انقطاع الماء عن المنازل نهاراً".  وما زال الرجل غير راضٍ   تتنوع الحكايا والقصص عن مأساة المرأة العراقية هنا وهناك ولكنها تشترك جميعها في تحمل المرأة لمسؤوليات اضافية وجديدة عما كانت عليه في السابق في ظل عدم رضا الرجل عنها في كل الاحوال ومهما فعلت فهي مازالت في درجة ادنى منه ومازالت ملزمة بالتنازل عن حقوقها لاجل ارضائه.

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
بعد إخفاقه بانتخاب رئيسه.. الكتل البرلمانية تناقش تأجيل الجلسة والاستعانة بالمحكمة الاتحادية
الهجرة "عمود فقري" للاقتصاد الأميركي رغم الخطاب المناهض لها
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة