الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
عاشقة طيور الحب
الأربعاء 31-12-1969
 
عبدالرضا المادح
صبيحة يوم معتاد، اقتربت من قفص طيورها في باحة الدار. كان القفص الى جانب جدار مرتفع تحت ظل نخلة شامخة، تبرز بهامتها وسط اغصان كثيفة لشجرة سدر كبيرة. تتسرب من خلال سعف النخلة اشعة الشمس، فترسم بفرشاة نسيجها المتلألئ على الآجر اشكال وريقات السدر المتراقصة بأستمرار

في القفص كان يسكن قرابة الخمسين من طيور الحب المتعددة الالوان. زقزقة الطيور تملأ الفضاء، حركاتها تعبر عن سعادة وادراك لاقتراب العاشقة. انحنت بقامتها الطويلة وفتحت الباب الصغير في قفصها الكبير، لتسكب الماء وتنثر حبات "الدخن" فتزيد من هيجان الطيور، لتقوم الاخيرة بحركات بهلوانية في مختلف الابعاد المحصورة في الشِباك المعدنية.
في لحظة غفلة وبسرعة فائقة، انزلق احد الطيور هاربا من بين يديها، ليحلق في سماء الدار مرتبكا بين الجدران الحجرية والنخلة وشجرة السدر الوارفة، ليحط على احد اغصانها وهو يتلصص النظر الى الفضاء الواسع.
اغلقت الباب بسرعة ورأسها يرسم حركات دائرية بحثاً عن المتمرد الصغير. لم يكن في الدار من يسعفها من ورطة لم تمرّ بها سابقاً. حاولت بمالديها من حيل لاقناع عصفورها بالعودة فلم تفلح. لفّت جسدها بعباءتها وهرولت نحو الباب الخلفي، أخترقت الزقاق الضيق لتدق باب جارتها وصديقة عمرها مستنجدة بابنها الاصغر، فهب مستفسراً عمـّا جرى وبلمح البصر اصبح فوق السطح الطيني لدارها ، محاولا ان يقترب اكثر من الطير المتعلق بأحد الاغصان.
بدأ الطير يعبر عن خوفه بحركات رأسه السريعة. امتدت يد الصبي قريباً للامساك به. فرش الطير جناحيه الصغيرين ليبتعد عن مصدر الخطر ويحطّ على شجرة سدر كبيرة اخرى عند بيت جارتها الثانية.
ادرك الصبي انه لايستطيع اللحاق به، فهبط الى صحن الدار خائباً.
ـ لا فائدة انه لن يعود.
قالتها والحسرة تعصر كلماتها.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة