والناس تتهم ، وهي الى الآن تبكي ... وقلب مفجوع آخر لا اريد ان اذكر اسمه ... هي الصريع الأول في حلبة " الموت السعيد "الذي كان يطاردنا مثل فراشة دامية الجناح وكنت اقترح ان نمضي معه الى خيبته وخرابه الى " الكنج" حيث كان يتعبد لذكراك وكنت ترفضين ... كنت تتألقين بي في فضاء بعيد ليس له ايما صلة بالعلم اذ لا يهم ان تشرق الشمس من الغرب او الشرق او ان تدور الارض نحو الشمال او الجنوب كنت انت وانا في هوس ٍ جعل الناس تجن معه وتدور في فلكه ... ويوم ذهبنا الى بيت والدي جواد الحنظل .. لطمني على رأسي بصداقة وقد قال مبتسما " ليش استعجلت ... هذي هي حورية البحر والبر والجو ! " اللعنة عليك تأتي اما متقدما جدا او متأخرا جدا . وذهبنا كلا ً في طريق ... لا .. لا تفتحي الماسينجر وارجوك ان لاتفتحيه ليلا لأن خرابي ومصابي هو في الليل انوح مع باخوس ، وارقص على نغم سومري كامرأة عاشقة وسط الحرائق .. اتمايل مصدوعا ومحموما مثل عليل في فراش .. الكأس يدفعني الى الركوع امام حسنك فأمسك بي بقوة واتشبث بكرامتي... لا لن احني رأسي ! وفي الحقيقة اتمنى ان اقطعه امام قدميك وتحت عرشك الخالد . لا لاتفتحي الماسينجر .. الجدران بعدك صديقتي . ووحشة الممرات ، بعدها وبعد اولادي ، هي لحدي اليومي ومدافني في اهرام من وهْم ... كلاكما غادرتما هي اخذت مفاتيح دارنا واشارت لي الى الصحراء وقالت بسخرية في وداع العمر... انظر من هنا تذهب ..ومصيرك ان لاتعود ... وانت بعد انتكاستي اغلقت بوابة الأحلام بوجهي واختبأ وجهك خلف باب لا لون له .. ومع وزوج لم اره لكني استمعت له – في ماسينجر اول واخير - وهو يقبلك قادما من شقاء عمله ... انه يحييك بحنان واكبار .. وطفلة بعمر الورد هي انت في روعتك وبلوريّتك الاولى واريجك الفواح ونحن في بساتين شاكر الوادي حيث ذهبنا الى بيت توفيق ناجي وحيث تألق بشواهقه الفكرية وذراه الأدبية ذلك الساحر الأتماتوفي ابو عاصم عامر شاكر فهمي الداغستاني خريج اكاديمية السجون العراقية وحاصل على دكتوراه بتحمل سياط القتلة... اردت لك يومها ان تتعمقي في مشاهدة جرحنا .. وأخّـرتُ موتي ، اردتك لعشقنا الانساني لكوكبنا الجميل وليس لعشقي الشخصي فأنا بعيد عنك ومعتم كما هو العمى في شبكية العين .. ماء اسود في العين ارتضيته لنفسي يومها ولا اغازل شعاع القمر .. ولم اكن اريد ان أقرأ ابن المعتز يومها وهو يصفك أعني القمر ! :
" انظر اليه كزورق ٍ من فضة ٍقد ثقـّلتهُ حمولة ٌ من عنبر ِ ." وعشت معك وبدونك !عشت كظلك الحبيب ، لا لجسدك! بل لذهنك الراقي ، لا للجرذنة واخلاق المنفعة والبذاءة ... كنا الأول في المحبة لا في الحب وكنا اجمل قتيلين في الظمأ وغريقين في الدم ... وكانوا يلغطون .. ولا يزال تحت وسادي فحيح الأفاعي وظلام المحطات وجراح الغربة ، وأنا اتهاوى يوما بعد آخر .. اضعف ، ويغدو البكاء لدي ّ شرابا وطعاما .. وأنت تتباخلين اليوم في القول والردود .. وهي قد اشادت السور عاليا وحجبت حتى الله عني ..
لا .. لاتفتحي الماسينجر .. عندي من سألوذ به .. كأس اترعه بدموعي .. وخيالات ادفئها بجراح صدري .. واحوم كالطائر من" سيْد دريس " حتى ساحة التحرير ، والسنك وتمثال الرصافي والحيدرخانة والصرافية والكسرة والاعظمية وكورنيشها وأحط هناك عند مقهى صفوان مأواي الأبدي ومنفاي السرمدي وملاذ احيائي واموتاي .. هناك احط وفي عتمات الليالي والرياح الباردة اموت طاويا على ذكراك .لا تفتحي الماسينجر . لكن اعلمي ان المقهى الخالد بك وبي وبضجة اصدقائنا معنا ، قد اعيد بناؤه بعد خراب واهمال ألمّ به ، وطاولاته عادت جديدة ، ويطبع الغروب قبلته على شفتيه ، وان عاشقا آخر سيحاول التقاط صورة لحبيبته صورة كتلك التي التقطتها ذات يوم لك وخلفك قرص الشمس ، لكن بنقاء اوضح وأقيام جمالية أرقى مما يقوى عليه طريد وشريد مثلي . لا تفتحي الماسينجر ...