حسين ابو سعود
(شعاع الولادة الثانية )
1
قالت لي سرا:
ان كثيرا من النساء لا يكتملن
بلا اغتصاب
واحذر أن تلهث وراء الرواءفالرواء انتهاء وانطفاءوان في الضعف قوة2نفس الأماكن ارتادها في كل دورةأمارس نفس الطقوس مع الوجوه الجديدةاردد لهم نفس الأغاني واقرأ الأشعار للأشجار والطرق الفرعية ابدأ بالتقافز البهيجوانتهي كالعادة بنوبة من الاكتئابأحسب اني أحسن صنعافروحي تحتاج إلى جرعة من خدر3مع نفسي أنعى نفسييتراءى لي انني ثمل من أخبار الموتىصارت أوردتي تنفجر ضحكا أمام الشدائدوالمدن صارت تراودنيتمنحني هويتها طوعاتكيف أرديتي مع درجات الحرارةو تقلباتها الجوية الأخرى 4لامستني استيقظ في وسطي شاعر جديدوإرادة من حديدكان العشب يمشي بهاوالغناء يتصبب من جوانبها كالعرق الطفولي حلواكانت تضعني بكامل ثقلي على كفهاوترجعني ألف سنة إلى الوراءتعرض لي على سطح الماء أحداث تاريخ قديمخرافية تلك الطفلة وهي تبحث في الظلام عن منافذ تؤدي إلى الخلودتعلم أن المردة أقوى منهاعلمتني أن الكلام ليس كما يقولونوقالت ان بحور الشعر تربو على الألفوعلمتني كيف أتجرع المياه المالحةواهتدي الطريق في العتمةمنذ لامسها جانب النهر الأيمن للقادم من الجهة الأخرىومذ كان يرانا الجياع من فوق الجسرأفرغت المدينة في وريدي كوابيسها5وللأحزان أطلقت من دمي أغنيةالفتها الأوقاتوهكذا تكون الأغنيات، قالتها مغنية المتروعندما سمعتهاسميتها: لنبكي الفراق قبل الفراق6وقفنا في منتصف الجسرالقينا نظرة عميقة على اهتزاز المياهوعلى أوراق الخريف البرتقاليةتطفو بشغف على سطح النهراستدارت هي إلى الوراءتمعنت في استداراتها المحكمةاستدرت نحو الجهة الأخرىفسار كل منا في طريقبلا حرقةولا دمعةو لا أمل في الرجوعوانغمسنا في الزحمة7تعلمت أن أجئ وحيداوأعود ولا ذراع امرأة تطوق خاصرتيأنا افتح البابأنا اعد الطعاموبمفردي أتناول القهوة ولكن على الشرفة بانتظار العصافير8خطوي على خطى المفاجآت الكامنة في الأزقة الضيقةحيث تذبح النساء احلام النساءابحث عن بقايا جدتيأعلمتني ذات حلم أنها تريد العودة إلى الحياةلتشهد عرسي على شجيرة دائمة الخضرةقال الفلاسفة عنهاأنها تُرى في كل مكانوفي أي زمانوأنها ستتعبني التعب الأخير9سريعا أو بطيئاسيمضي العمروتستمر الحياةومع كل نهايةتبزغ بداية جديدة