مرثف – مشيكان: لم تكن أوروك الواقعة في جنوب العراق أقدم وأكبر مدينة في التاريخ فحسب، وإنما كانت المدينة التي عاش بها گلگامش وكتب فيها ملحمته الشهيرة، والمدينة التي عاش فيها النبي إبراهيم، هي أور القديمة ذات الزقورة العظيمة، وهي أوروك التي يعتقد أن اسم العراق (أراك) نحت من اسمها على مدى القرون. هنا ظهرت الكتابة الأولى، وصنع الورق من قصب البردي وكتبت القصائد الأولى. ولكن أوروك رعد بركات هي أوروك العالم الجميل، أوروك الطرب والتراث العراقي الاصيل، هي اوروك منتدى الرافدين والاصالة والفن والابداع.

ففي حضور متميز وجو ثقافي تراثي نخبي، التقى جمع غفير من ابناء الجالية العراقية وممثلي منظماتها واعلامها في الامسية التي اقامها منتدى الرافدين للثقافة والفنون يوم الجمعة 17 تشرين الثاني 2014  لفرقة أوروك ورحلة الزمن الجميل من والى أوروك.

وافتتح الامسية الدكتور علاء يحيى فائق مرحبا بالحضور باسم منتدى الرافدين للثقافة والفنون، ومعطيا نبذة عن منتدى الرافدين وامسيته.

والقى الاعلامي الشاب رامي صادق مداخلة قيمة حول الثقافة والتراث ومنتدى الرافدين وأوروك جاء فيها:

ما اجمل القدر وما اقبحه، جميل لأنه جمعنا بكم في هذه الامسية التي تفيض فيها مشاعر الحب والحنين، قبيح لأنه شتتنا في بلاد الغربة وفطمنا ومازلنا صغارا عن صدر امنا وحرمنا من اخوتنا اصدقائنا من حنان حضن والدنا وحال بيننا وبين بيتنا مدرستنا ازقة حارتنا ورمانا كزبد البحر في اقصاء الارض نلبس جلدنا نتلحف بحفنة من الذكريات نسبح في عالمها نتذكر وطنا كنا قد بنيناه وطن سكن حدقات عيوننا كان خبزنا اليومي وكاس مائنا البارد لنستمد منها القوة ونتعايش مع واقعنا.

اليوم نحن نجتمع معا وما احلاه من اجتماع ولقاء يحضره الاكاديمي والكاتب والباحث والمسرحي و الموسيقي و الاعلامي والشاعرة والكاتبة وربة البيت والعامل البسيط وطالب العلم وربما رجل دين! هل بيننا رجال دين الليلة؟ صدقوني هناك رجال دين حقيقيين من الداخل وليس بالضرورة ان يحصلوا على صفة رسمية لانهم ليسوا بحاجة لها، فالديانات ليست مجرد قوانين وفرائض بقدر ماهي اسلوب حياة نابعة من الانسانية من عمق الانسانية التي هي جوهر ووجه الاله.

اليوم نجتمع معا في بادرة راقية وجميلة من قبل منتدى الرافدين للثقافة والفنون للوقوف عند مسيرةٍ، صاحبها رجل عرف عنه النبل والطيبة والمهنية والوطنية!، الوطنية!!  يا للوقع، هذه الكلمة "الوطنية" اشتقت ان تتكرر على مسمعي فنحن بأمس الحاجة الى الوطنية الم تفتقدوها انتم ايضا؟ لكن الوطنية هاهنا متجسدة على ارض الواقع في فنان ضاقت به الدنيا رحل وتغرب وتعذب حاولوا كسر عوده حاولوا قطع اوتار عوده، لكنه كان يصلح عوده بعد كل كسر، ليصبح ارقى واجمل لأنه تضمن قطع من اعواد قديمة ربما تعود احداها الى زرياب نفسه، ومن خضم هذا الالام ولد فن مقدس كرسه صاحبه لقضية اعتبرها البعض منتهية، والبعض الاخر وضعها في ملف وكتب عليه بالخط الاحمر ممنوع الاقتراب، والبعض الاخر رماها في سلة المهملات، اما هو فظل ينادي بها يغني لها يرتل لأجلها، لأنه بإحساسه العالي خرج من انانية الانسان ليحمل معاناة شعب بأكمله يقف في صفوف الانتظار على الطرقات وفي المخيمات، قضيته ايتها السيدات وايها السادة اسمها العراق. انه الفنان العراقي رعد بركات.

وبعد هذه الكلمة المملوءة بأحاسيس الوطن، إعتلى الفنان المبدع رعد بركات خشبة المسرح وفي حوار جميل مع الاعلامي رامي صادق ابتدأت الرحلة مع الفنان رعد بركات والتي سلطت الاضواء على دوره الوطني وأعماله الوطنية التي عكست حبه لعراقه وشعبه. وتحدث بركات عن رحلته الفنية التي امتدت اكثر من أربعين عاما والتي خط لنفسه بها خطا وطنيا وفنيا مختلفا، عكستها أعماله الفنية العديدة. وتخلل الحوار عرض لعمل جديد لبركات  بعنوان قلب النور للشاعر حامد الراوي اخراج ومونتاج حسن حامد.

وقدم الفنان امير المشكور وولديه حسين وادم المشكور لوحة مسرحية معبرة بعنوان "مع من تكون" على انغام اغنية رعد بركات بنفس الاسم.

وقدم الفنان الشاب المبدع أحمد بركات أغنية "عالم غريب" باللغة الانكليزية  وهي من كلماته والحانه.

وجاء دور الفنان عازف الكمان الاول قصي عبد الجبار في عزف منفرد على الكمان داعبت فيه انامله اذان وقلوب الحاضرين في مجموعة من الالحان العراقية.

واستمرت الرحلة مع فرقة أوروك والتراث العراقي الجميل والفنانين قصي عبد الجبار – كمان ونوار العزاوي – كيبورد وأحمد بركات – كيتار وباسل أحمد – كيتارمع الاغاني التراثية العراقية الاصيلة وغناء الفنان رعد بركات.

وحضر الامسية جمع غفير من محبي الفن والتراث العراقي من بنات وابناء جاليتنا ومن ممثلي منظمات الجالية العراقية. وجرى تغطيتها من قبل اجهزة الاعلام والصحف المحلية كان من بينها الفضائية العراقية وفضائية هنا بغداد وفضائية الماس واخرون.

فالشكر الجزيل لكل الذين شاركوا وحضروا نشاط منتدى الرافدين للثقافة والفنون.

نبيل رومايا

منتدى الرافدين للثقافة والفنون – مشيكان

تشرين الثاني 2014