يتطلع أهل كرة القدم العراقية إلى يوم غد السبت بكثير من الارتياح كونه الموعد الذي ستجري فيه انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم ، ومصدر الارتياح أن القصة التي طال سرد حكاياتها ستنتهي عسى أن تستقر الأوضاع وتنتهي الخلافات وتهدأ النفوس .
وبعد اشكالات ومشاكل وانتظارات وتأجيلات ومناكفات وتهديدات .. أصبحت انتخابات اتحاد الكرة العراقي على مسافة قريبة ، وعلى الرغم من أن الكثيرين لا يرون أن الانتخابات سوف تحدث تغييراً كون المنافسة على منصب الرئيس محصورة بين شخصيتين فاعلتين في الاتحاد المنحل، وهما من يتهمهما الكثيرون بالضعف وخلق المشاكل ، إلا أن هؤلاء الكثيرين لا يريدون سوى أن تنتهي المعمعة وتتخلص الكرة العراقية من العقوبات التي تنتظرها من الاتحاد الدولي (فيفا) .
بلا إشراف دولي !!
هذه الانتخابات لن يشرف عليها الاتحادان الدولي والآسيوي وستجري في فندق عشتار في العاصمة بغداد ، بحضور أعضاء الهيئة العامة الـ(75) ، وباشراف اللجنة المشرفة على الانتخابات المؤلفة من الدكتور صبيح سعيد رئيساً ، ومحمد قحطان قانونياً ، وعلي كاظم ، وستار جبار ، وإبراهيم عبد الله اعضاء ، وسبب غياب ممثل عن الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم ، لتعرض المشرف السابق الدكتور شامل كامل للتهديد ، ورفض مسؤولي القارة الآسيوية إرسال ممثلين جدد عنهم ، وهذا لن يؤثر على مشروعية وقانونية إجراء الانتخابات ، وربما سيكون الإشراف من حصة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ولجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي .
إنهاء للجدل القائم
يشار إلى أن مرشحين يتنافسان على منصب الرئيس هما ناجح حمود ، وعبد الخالق مسعود ، فيما سيتنافس على منصب النائب الأول للرئيس ، رئيس نادي الكرخ شرار حيدر ، ورئيس نادي الطلبة علاء كاظم ، وعلى منصب النائب الثاني احمد عباس أمين عام الاتحاد السابق ، وعلي جبار رئيس نادي ميسان ، وأن (32) مرشحاً سيتنافسون على منصب العضوية بمجلس إدارة الاتحاد الجديد .
فقد أكد رئيس الاتحاد العراقي المنحل لكرة القدم ناجح حمود أن إقامة انتخابات الاتحاد في موعدها إنهاء للجدل المثار أزاء القضية، وقال حمود : إن الاتحاد مصر على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وهو الحادي والثلاثون من الشهر ، وأتمنى بأن تنتهي الانتخابات بأسرع وقت من أجل استقرار الأمور داخل الاتحاد الذي يعاني من قضية الانتخابات التي أثرت كثيرًا على حال الكرة العراقية، وأن انتخابات الاتحاد العراقي ستجري لا محال وأن جميع ما يثار عن تأجيلها عار عن الصحة .
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ، والمرشح لمنصب الرئيس عبد الخالق مسعود ، على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد ، وقال : يجب أن ننهي هذا الملف ، ونجري عملية الانتخابات في موعدها المذكور الذي حصل على موافقة الفيفا والاتحاد الآسيوي ، وإلا فإن عقوبات الحرمان بحق الكرة العراقية ستكون حاضرة ، وعلينا (كهيئة عامة ومرشحين) تقع مسؤولية إيصال الانتخابات إلى بر الأمان ، وانتخاب مجلس إدارة جديد لقيادة الكرة العراقية للفترة القصيرة المقبلة ومن اجل مصلحة الجميع.
خيبة امل متكررة
أما اللاعب الدولي السابق والخبير الكروي هشام عطا عجاج فقد أكد في تصريحات أن الانتخابات المقبلة لإتحاد الكرة لن تحدث تغييرًا كون الرئاسة محصورة بين شخصيتين، هما من الاتحاد المنحل، فضلاً عن أن جميع الاعضاء الحاليين مرشحون ، وقال: الانتخابات لن تحدث تغييراً كون الرئاسة محصورة بين شخصيتين، هما من الاتحاد المنحل، وهو ما يشكل خيبة أمل للعديد من الراغبين في التغيير .
واضاف : كنا نتمنى أن يكون هناك مرشحون آخرون يمكن أن يكونوا منافسين على المناصب من اجل أن يكون هناك تغيير نحو الافضل ، فنحن لا نريد أن تتكرر الوجوه دون وجود تقدم في أداء الاتحاد .
الانتخابات .. قضية مملة
أما أمين عام الاتحاد السابق احمد عباس ، فقال : لابد أن تنتهي هذه القضية المملة التي أخذت من المتابعة والاهتمام أكثر من مثيلاتها في كل أرجاء المعمورة لأسباب باتت معروفة الأهداف وأضحى من يقف خلفها بارز المعالم واضح النيات رغم محاولاته لاظهار خلاف ذلك .
واضاف : الجميع يترقب نتائج المؤتمر الانتخابي الذي سينعقد في بغداد يوم 31\5\2014 بعد مسلسل التأجيلات التي راهن عليها البعض لغايات معروفة عند كل المتابعين لهذا الملف الممل ..أقول إنها أيام قليلة وستجري الانتخابات والتي ستتمخض بالتأكيد على ولادة اتحاد جديد يقود الكرة العراقية لمدة لا تتجاوز السنة الواحدة و18 يوماً بالتمام والكمال !!
وتابع : الأيام المقبلة تحتاج تضافر جهود كل المعنيين لكي تجري الانتخابات بأجواء علنية وواقعية ومدروسة، وعلى الجميع أن يستذكر ما جرى في انتخابات الاتحاد عام 2011 والتي كانت أحد الأسباب التي استند اليها المعترضون في محكمة –كأس- وللعلم فإن بعض المصادر المقربة من الاتحاد تشير إلى أن هناك رغبة من قبل بعض أعضاء الاتحاد بعدم بث مجريات الانتخابات تلفزيونياً بشكل مباشر، وهذا إن صح فإنه مؤشر جدي على أن هناك أموراً لا يرغب البعض من أن تظهر إلى الرأي العام بشكل مباشر واتمنى أن يكون هذا الخبر غير دقيق ..لأننا بعدم وجود ممثل للاتحادين الآسيوي والدولي وعدم وجود نقل مباشر للعملية الانتخابية سنضع أكثر من علامة أستفهام لما قد يخطط له البعض لهذه الانتخابات، ولهذا فإني أؤكد على أهمية أن يكون لوزارة الشباب واللجنة الأولمبية دور فاعل في هذه المرحلة من الانتخابات.
المهم غلق الملف المرّ !!
فيما قال الزميل الصحافي صفاء العبد: بغض النظر عن انطباعاتنا الشخصية بشأن المتنافسين، أو غياب أسماء أخرى كنّا نأمل أن تكون حاضرة في السباق الانتخابي لاتحاد كرة القدم، فالمهم أن نعيش على أمل الانتهاء من هذا الامر لكي نغلق هذا الملف “المر” الذي أخذ من الوقت متسعاً غير معقول وغير مبرر على الإطلاق.
واضاف : فبسبب هذه الانتخابات، التي شغلتنا جميعًا لزمن غير قصير، ضاعت على الكرة العراقية فسح زمنية مهمة جداً كان يفترض ان تكرس لمعالجة الأخطاء وتجاوز الازمات ووضع الحلول المناسبة للدفع بكرتنا نحو الامام ، وبسبب هذه الانتخابات خسرنا الكثير من سمعة كرتنا وسمعة القائمين عليها أو المعنيين بها، بحيث صار الآخرون ينظرون إلينا بطريقة تنطوي على علامات استفهام كبيرة، وربما تحمل تساؤلاً أكبر عما إذا كان كل هذا يحدث فعلاً في بلد مثل العراق الذي سبق أن صال وجال في ميادين اللعبة ليس على مستوى الملاعب فقط، وانما في كواليس اتحاداتها عبر وجود أسماء عراقية بارزة شغلت مواقع في لجان مهمة على الصعيدين الآسيوي والدولي أيضاً.
وتابع : قد لا تحمل قائمة المرشحين للانتخابات الجديدة ما كنا نتمنى من أسماء، لكن ذلك يجب أن لا يثني ابناء اللعبة الحقيقيين من أن يقولوا كلمتهم بكل شجاعة وأن يلفظوا الطارئين ويختاروا الأنسب من بين الأسماء المطروحة أو الاقرب للعبة على الاقل على امل أن يفتحوا الأبواب أمام فرصة التغيير الجذري الذي تحتاجه اللعبة عبر الانتخابات الدورية اللاحقة التي ستأتي بعد نحو عام من الآن .