أقلعت الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمسية "سولار أمبلس 2" صباح الاثنين من أبوظبي، في رحلة تاريخية للدوران حول العالم من دون استخدام قطرة وقود واحدة، على أمل فتح أفق جديد لاستخدامات الطاقة النظيفة في العالم.
بعد تأخير نصف ساعة عن موعدها، أقلعت "سولار إمبلس2"، الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمسية، من العاصمة الإمارات أبو ظبي، في أول محاولة للطيران حول العالم بطائرة لا تحتاج إلى نقطة وقود، واتجهت نحو الشرق.
ونتج هذا التأخير من طلب المهندسين بعض الوقت لفحص إضافي للطائرة عبر غرفة التحكم من موناكو.
مقعد واحد
وبحسب جدول الرحلة، تتجه الطائرة إلى عمان، ثم إلى الهند وميانمار والصين. وخلال الشهور الخمسة المقبلة، تتنقل الطائرة من قارة إلى أخرى، عابرة خلال رحلتها غير المسبوقة المحيطين الهادي والأطلسي، على أن يتبادل طياراها السويسريان برتران بيكار وأندريه بورشبيرغ مهمة قيادتها، علمًا أنها مزودة بمقعد واحد. ويبلغ وزن الطائرة 2300 كيلوغرام. وتزيد المسافة بين جناحيها على مثيلتها في طائرة الركاب بوينغ 747.
وسوف يتوقف الطياران في مواقع مختلفة للراحة وإجراء أعمال الصيانة اللازمة للطائرة، إضافة إلى الترويج لحملة دعم التكنولوجيا النظيفة.
طائرة فريدة
بدأ بورشبيرغ الرحلة من مطار الإمارات الدولي في السادسة من صباح اليوم الاثنين بتوقيت الإمارات المحلي، اي الساعة الثانية والنصف صباحًا بتوقيت غرينتش. وقال بورشبيرغ، المدير التنفيذي لشركة سولار إمبلس، في تصريحات لبي بي سي نيوز: "كلي ثقة في أن لدينا طائرة فريدة للغاية، ويجب أن تكون كذلك كي تعبر بنا المحيطين الكبيرين".
وأضاف: "ربما سنضطر إلى الطيران لخمسة أيام وخمس ليال لنفعل ذلك، وسيكون هذا تحد، لكنه أمامنا الشهران المقبلان، اللذان سنحلق خلالهما في رحلات إلى الصين، لتدريب وإعداد أنفسنا".
تكنولوجيا نظيفة
في مؤتمر صحفي مشترك مع بيكار، قال بورشبيرغ: "إنه شعور طفولي بالإثارة حين تحقق شيئا له جذور في عقلك وفي بدنك، لكنها أيضًا مسؤولية بسبب 12 عاما من العمل ووجود كثير من الناس قضوا الكثير من وقتهم في هذا المشروع".
وقال بيكار: "نود أن نبين أن التغير المناخي فرصة رائعة لإدخال تكنولوجيا نظيفة للسوق، توفر الطاقة وتوفر الموارد الطبيعية لكوكبنا وتحقق أرباحا وتوفر وظائف وتحقق نموًا مستدامًا".
وقال بورشبيرغ إنهما متحمسان للرحلة لكنهما يشعران أيضًا بمسؤولية هائلة ملقاة على عاتقيهما وبأهمية اتخاذ قرارات صائبة أثناء الطيران للحفاظ على إنجازات 12 عامًا من العمل، شارك فيها كثيرون للوصول إلى هذه المرحلة.
ولن تحمل الطائرة، ذات الهيكل المصنوع من ألياف كربون خفيفة الوزن، أي وقود ولن تصدر منها أي انبعاثات كربونية أثناء الرحلة. وستعتمد في تشغيلها بالكامل على 17 ألف خلية شمسية مثبتة في جناحيها وطولهما 72 مترًا، تشحن بالطاقة لساتخدامها ليلًا.