كاديلاك البكر ومرسيدس الغزالي وأم دلعة بحماية "أبو علاء" جنوبي النجف والأخيرة تعرقل عرضها في متحف
يصحو، أبو علاء العامري، في الصباح الباكر ليذهب إلى متحفه الخاص، ويعيش مع مقتنياته القديمة، في مزرعته جنوبي النجف،(160 كم جنوب العاصمة بغداد)، بعد أن "يئس" من الحصول على أرض يقيم عليها مشروعه الذي يضم سيارات تعود لشخصيات سياسية وفنية، منها الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر، والفنان الراحل ناظم الغزالي، ومقتنيات تعود لثورة العشرين والحرب العالمية الأولى.
ويقول العامري في حديثه إلى (المدى برس)، إن "هواية اقتناء الأشياء القديمة والثمينة متوارثة عن والدي عندما كانت لديه سيارة نوع مرسيدس موديل 1957، تعلمت فيها القيادة في صغري، وورثتها عنه بعد وفاته"، ويبيّن، أن "ولعي زاد منذ ذلك باقتناء المواد القديمة بما فيها السيارات، فعندما تذكر لي واحدة موجودة في مكان ما اتوجه لشرائها وأدفع السعر المطلوب".
ويضيف الهاوي النجفي، أنه " منذ عام 1980 حيث جمعت القضايا التراثية القديمة وقمت بتهيئة مكان خاص ووضعتها فيه"، ويشير إلى أن "الأمر لم يقتصر على السيارات القديمة فقط بل تعدى ذلك إلى مختلف المواد القديمة والثمينة".
كاديلاك البكر ومرسيدس الغزالي
يوضح أبو علاء، أن "لدي 13 سيارة قديمة يتراوح تاريخها بين أربعينات وستينات القرن الماضي، تعود لشخصيات معروفة ومهمة، منها واحدة خاصة بالفنان الراحل ناظم الغزالي نوع مرسيدس موديل 1957"، ويذكر "لقد عانيت كثيراً للحصول على سيارة الفنان الغزالي إذ قمت بمقايضة مع أحد الأشخاص برغم دفعي مبلغاً باهظاً لشرائها".
ويتابع الهاوي النجفي، أن "السيارة الأخرى التي اقتنيها نوع كاديلاك تعود للرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، مع جهاز اللاسلكي الخاص بها"، ويستطرد "لدي أيضاً ثلاث سيارات نوع شيفرولية واحدة موديل 1956 والأخريان موديل 1957 وتلك السيارات اقتنيتها مؤخراً من مدينة الموصل، قبل استيلاء داعش عليها، وتمكنت من إحضار واحدة منها في حين نهبت السيارتان الباقيتان وخربتا كما هو الحال مع معالم المدينة الدينية والحضارية".
ويواصل أبو علاء، "لدي كذلك سيارة فوكسل موديل 1948، علماً أن الشركة توقفت عن الإنتاج عام 1958 وتحولت إلى صناعة محركات الطائرات، فضلاً عن سيارات أخرى قديمة ومتنوعة".
خوذة تعود للحرب العالمية الأولى و"العرجة وأم دلعة"
وفيما يخص المقتنيات الأخرى يقول أبو علاء، "أحرص كثيراً على اقتناء الأسلحة والمعدات العسكرية القديمة، ومنها خوذة تعود الى الحرب العالمية الأولى، وغنائم من ثورة العشرين تعود الى الجيش البريطاني"، ويضيف "لدي البندقية الانكليزية التي يطلق عليها المطموسة والكصيرة وأم دلعة، فضلاً عن خناجر عمانية ويمنية وعملات عراقية وعالمية قديمة، وطوابع من مختلف البلدان".
ويؤكد الهاوي النجفي، أن "لدي متحفاً مصغراً يضم كاميرات وأسلحة قديمة وغنائم حرب من عام 1920 وعدداً من أجهزة المذياع ومسجلات تعود لمرحلة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، منها الداي كرام، صناعة هندية وانكليزية".
ويعد أبو علاء، "المقتنيات بأنها كل حياتي وبمعزة أولادي"، ويزيد "أشعر بأني أولد من جديد عندما أعيش يومياً مع مقتنياتي التي خصصت لها مزرعة خاصة خارج مركز المدينة، حيث يزورني هواة كثر ويعرضون شراء بعضها لكني أرفض ذلك لأن كل واحدة منها بمثابة واحد من أبنائي، مثلما تشكل ولعاً وهواية للحفاظ على التراث برغم ما أنفقت عليها من ثروة كبيرة".
حلم لم يتحقق
ويحلم أبو علاء العامري، أن "توضع تلك المقتنيات في متحف خاص ليزورها المهتمون وعشاق التراث، عبر تخصيص مكان في الأماكن الترفيهية أو أي موقع آخر يحقق الهدف المنشود".
ويقول الهاوي النجفي، "ناشدت أكثر من جهة حكومية لدعمي في توسيع المشروع إلى متحف لعرض مقتنياتي، وفعلاً حاول عدد من المسؤولين المحليين دعمي عبر تخصيص مكان لإقامة المتحف لكن بدون جدوى، لأن معظم الأماكن محجوزة للاستثمار، والبلدية رفضت تخصيص جانب من متنزه أقيم عليه مشروعي من مالي الخاص"، ويتابع "حتى إن حصلت على أرض، فالروتين القاتل في الدوائر قد يحول من دون تحقيق حلمي".