تسافر بك جولة في متحف "Corpus museum" الهولندي الى داخل جسمك، بعدما حوّل الفن والعلم والتقنيات الحديثة، تفاصيل الجسد البشري الى فضاء كبير تتجسّد فيه أعضاء جسم الانسان بتفاصيلها الدقيقة، لتنتقل المشاهدة العلمية من صفحات كتب العلوم والمختبرات والميكروسكوبيات، الى واقع في هيئة رموز مادية تعرّف الانسان بأسرار ما يدور في داخله.
بداية الرحلة
ويبدأ المنفذ الرئيس للرحلة من "ساق" الانسان، التي تمضي بك الى مختلف الأعضاء البشرية، لتخطف بصرك مشاهدات ساحرة، لما في داخل الرحم والامعاء والرئتين والقلب والرأس والفم والأنف والأذن، والدماغ في نهاية المطاف.
ومن خلال منصات متحركة، ورؤية بتقنية متطورة عبرنظارات 3D، تتمعن عبر الشاشة، مالم تره عيناك في الكثير من تفاصيل الأعضاء البشرية.
ومنذ افتتاح المتحف في 14 اذار 2008 الذي يقع بين مدينتي أمستردام ولاهاي، في مدينة Oegstgeest الهولندية، يزوره الآلاف سنويا، ويجد فيه طلاب المدارس، لاسيما الدراسات الصحية والطبية فرصة لمعرفة المزيد من تفاصيل الجسم البشري، ووظائفه المعقدة.
خدمات المتحف
يقول ريكو ريمرز، أحد المدراء المشرفين على المتحف، ان "خدمات المتحف لا تقتصر على كشف أسرار الجسم عبرالمشاهدة البصرية، بل بواسطة الاصوات المتناغمة مع جولتك في كل جزء من أجزاء الجسم، فبإمكانك سماع صوت جريان الدم في الشرايين، ودقات القلب المتناسقة واصوات تيارات الهواء التي تطلق عند الشهيق والزهير، ليبدو جسم الانسان بوظائفه المعقدة، مثل معمل يعمل بتراتبية دقيقة، ولا يتوقف طوال عمر الانسان".
ومن الطبيعي ان تدلف الى داخل المتحف عبرالبوابة المصممة بشكل "فم"، لتفاجئك تفاصيل لم تخطر على البال، من أنسجة وعظام وأسنان، تصاحبها أصوات الطعام حين يطحن واللقمة حين تُبتلع، لتسافر معها متجولاً الى المريء ثم المعدة، في تقنية تبهر الزائر، وتجعله يطورأفكاره عن جسده الذي يحتويه، ولايعرف عنه الا القليل.
ويتألف المتحف من ثماني طبقات، وصُمّم على شكل انسان جالس بارتفاع35 متراً.
نصائح صحية
والجولة في المتحف لاتعرّفك بأسرار الجسم البشري فحسب، بل تعزّز اهتمامك بضرورة المحافظة على جسمك ذي التقنيات المعقدة، وتفصح عن دور الاكل الصحي والتمارين الرياضية في الحصول على جسم سليم، ما يضفي على دور المتحف التعليمي، التوجيه التربوي والوقائي في مجال الحياة الصحية، فضلا عن المتعة التي يوفرها للزائرين.
بل انّ المتحف فيه الكثير من المعلومات التي توفرها الجولة، والفعاليات المعرفية على هامشها، يقدم الاجوبة على الكثير من الاسئلة مثل "لماذا لا أنام؟، ماذا يحدث عندما تعطس؟، كيف ينمو شعري؟"، اذ يمنحك المتحف، الجواب على هذه الاسئلة.
وأدى نجاح التجربة الهولندية الى تسويق المشروع الى الصين التي طلبت من الشركة الهولندية، انشاء عشر نسخ منه في مدن الصين المختلفة، بكلفة تصل الى نحو 250 مليون يورو، حيث من المؤمل افتتاح اول نسخة منه، في بداية العام المقبل.