في مثل هذا اليوم الثالث من ايار عام 1946 زارت ام كلثوم العراق ثانية، لكنها لم تحي حفلة عامة، بل اكتفت بحفلة ملكية خاصة على حدائق قصر الرحاب ببغداد ولم تمض فيها سوى يوما واحدا.. وبهذه الزيارة قلدت وسام الرافدين.
وكانت كوكب الشرق ام كلثوم قد زارت بغداد المرة الاولى في تشرين الثاني عام 1932 وغنت اجمل أغانيها يومئذ. وكان مجيئها مناسبة أدبية وفنية طريفة. وقد وصلت الآنسة ام كلثوم الى بغداد في مثل هذا اليوم من عام 1932، وأحيت في الأيام التالية على خشبة مسرح ملهى الهلال عدة حفلات من غنائها الممتع.
ولم تكن ام كلثوم أول مطربة مصرية تحيي حفلاتها في بغداد، فقد سبقتها المطربة منيرة المهدية وأحيت حفلاتها على مسرح سينما سنترال، كما زار العراق في ربيع 1932 الفنان الكبير محمد عبد الوهاب وغنى بمناسبة افتتاح المعرض الصناعي والزراعي. غير ان ام كلثوم سبقتها شهرتها، وكان مستمعوها في بغداد على احر من الجمر للقائها. وقد أحيت ببغداد 12 حفلة، وجميعها على ملهى الهلال في منطقة الميدان وكانت ملاهي بغداد وصالاتها في هذه المنطقة جميعا. فضلا عن بعض الحفلات الخاصة. وقد أقيمت لام كلثوم العديد من حفلات التكريم من الجهات الأدبية والصحفية والاجتماعية ببغداد، وفي حفلة أدباء بغداد التي أدارها عبد المسيح وزير القى الشاعر الكبير الرصافي قصيدته الشهيرة وفيها:
ام كلثوم في فنون الأغاني
أمة وحدها في هذا الزمان
والقى شعراء آخرون قصائدهم ومنهم الشاعر الزهاوي:
الفن روض أنيق غير مسؤوم
وأنت بلبله يا ام كلثوم