الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
غيم علي شبيب (أبو بدر) الأسود

شاءت الظروف والتزامات النضال، ان أحط الرحال في محطة جديدة بربوع كردستان وجبالها وسهولها ووديانها. إذ بعد وجودي في"ناوزنك" القرية الحدودية التابعة للسليمانية على الحدود العراقية الإيرانية، انتقلتُ في العام 1982 الى "بشت آشان" وهي قرية صغيرة تابعة لأربيل، وتقع على سفح جبل قنديل، وهناك تعرفت لاول مرة على "أبو بدر" لنعمل سوية في إعلام المكتب العسكري.

لم أكن اعرف اسم أبو بدر الصريح ولا المدينة العراقية التي  ينحدر منها، وهو لم يكن يعرف اسمي الصريح ولا المدينة التي أنحدر منها، لكنه كان يعرف أنني من خريجي ألاتحاد السوفيتي واسمي الحركي "أبو أمل". وكان ثالثنا الرفيق "دارا" وهذا اسمه الحركي، ونقوم بتحرير البلاغات العسكرية التي تصلنا من المكتب العسكري المركزي وصحيفة "ريبازي بيشمركة"- نهج الأنصار- باللغتين العربية والكردية. وكنا نتقاسم الرغيف والزاد القليل والخفارات والحراسات الليلية، وغرفة طينية صغيرة ذات جدران مكسوة بالنايلون الأزرق، ولدينا آلة كاتبة ورونيو.

بعد مدة، وبعد ان توطدت علاقتنا نحن الثلاثة واحرزنا تقدما في مهمتنا الإعلامية، تم تكليف "أبو بدر" بمسؤولية اخرى لينتقل الى موقع آخر، وانا أيضا تم تكليفي بمهمة اخرى وانتقلت إلى موقع آخر.. وهكذا افترقنا.

بعد سنوات طويلة، وبعد ان فكّت "السوشيال ميديا" طلاسم الحزن وألغاز فراق الأحبة، وساعدتنا في البحث عن الأصدقاء البعيدين ولمّ شمل الكثيرين من الذين فرّقتهم الحياة، وجدتُ على الماسنجر رسالة قديمة من أبي بدر كان قد أرسلها لي قبل فترة طويلة، لم اكن، لسوء الحظ، قد انتبهت اليها، قرأتها وأنا اطير فرحا: "هلو جورج أنا ابو بدر. كنا سوية في المكتب العسكري نحرر ريبازي بيشمركة في بشت آشان".

وهكذا صارت رسالة "أبو بدر" بداية لعلاقة قديمة- جديدة بيننا، وتواصلنا بشكل جميل، وشعرت انه نتيجة لظروفه الخاصة، أحوج ما يكون إليَّ  للتخفيف عن غربته ولمّ اشلائه المبعثرة.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 05-08-2022     عدد القراء :  3507       عدد التعليقات : 0