أعلن رجل أعمال عراقي، يوم أمس الإثنين، افتتاح أول دار عرض سينمائية بالتقنية ثلاثية الأبعاد 3D، في مدينة الصدر، شرقي بغداد، لتكون متنفساً ترفيهياً لأهل المنطقة، مؤكداً أن المشروع "لم يواجه" أي معارضة من قبل الجهات الدينية أو السياسية في المدينة لتركيزه على الجوانب الثقافية الترفيهية، في حين دعا مثقفون إلى إعادة افتتاح دور العرض السينمائية بالمدينة ونقل ملكيتها إلى الجهات الحكومية.وقال رجل الأعمال، حسين نعمة (45 سنة)، في حديث إلى (المدى برس) إن "فكرة افتتاح سينما تعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D، في مدينة الصدر، شرقي بغداد، ولدت بعد ملاحظة الإقبال الكبير عليها في المراكز التجارية الحديثة بالعاصمة والمحافظات، ولافتقار المدينة لأماكن الترفيه الحديثة"، مشيراً إلى أن "المشروع يسعى لتوفير مكان يمكن فيه لشباب المدينة وعوائلها من الاستمتاع بمشاهدة الأفلام السينمائية بتلك التقنية المجسمة، برغم ما تنطوي عليه الفكرة من جرأة في ظل خصوصية المنطقة".وأضاف نعمة، أن "السينما تضم 16 مقعداً، حيث تعرض الأفلام من الرابعة عصراً وحتى منتصف الليل"، مبيناً أن "السينما تعرض أفلاماً حديثة لاسيما من الخيال العلمي مدتها تتراوح بين ست إلى 12 دقيقة، بسعر دخول قدره ثلاثة آلاف دينار للشخص الواحد".
وأوضح رجل الأعمال، أن بالإمكان "عرض الأفلام الطويلة في السينما وهو ما سيتم لاحقاً، مع تخصيص أوقات محددة للعوائل لاسيما خلال العطل"، لافتاً إلى أن "كثيرين جاءوا إلى السينما بدافع الفضول والتعرف على التقنية ثلاثية الأبعاد".
وأعرب نعمة، عن أمله أن "يحظى المشروع بالنجاح ليتم توسيعه بإضافة ألعاب تعمل بالتقنية ثلاثية الأبعاد أيضاً"، مؤكداً أن "السينما لم تواجه أي معارضة من قبل الجهات الدينية أو السياسية في مدينة الصدر، لأن ما تعرضه يتطابق مع الأعراف والتقاليد السائدة وينطوي على جانب تثقيفي وترفيهي في آن معاً".
وأبدى رجل الأعمال، أسفه "نتيجة تدهور أوضاع دور السينما في مدينة الصدر وما حل بها من دمار وخراب نتيجة إهمالها قبل الجهات المعنية".
ويذكر أن مدينة الصدر تضم داري عرض سينمائي هما (الرافدين) في منقطة القيارة، و(علاء الدين) خلف سوق الأولى عند مدخل شارع الداخل.
من جهته قال عناد كمر، وهو من مثقفي أهالي مدينة الصدر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "داري العرض السينمائي في مدينة الصدر أقيمتا في سبعينيات القرن الماضي من قبل شخصيات معروفة حينه، بالتزامن مع الحركة الثقافية الكبيرة التي شهدها العراق وقتها"، مبيناً أن "أول سينما أقيمت في مدينة الصدر هي الرافدين، من قبل أحد الأغنياء المهتمين بالثقافة، بمساعدة مجموعة من الشباب المحبين للفن السابع، وذلك في منطقة يعرف أهلها بميولهم اليسارية، وذلك قرب مكتبة عباس بن الأحنف المعروفة، التي كانت ملتقى المثقفين في مدينة الثورة، كما كانت تعرف حينه".وذكر كمر، أن "سينما الرافدين قدمت أعمالاً سينمائية هادفة، قبل أن تتحول إلى التجارية"، وتابع أن "سينما علاء الدين أقيمت منتصف سبعينيات القرن العشرين خلف سوق الأولى، بشارع الداخل، من أحد الأغنياء أيضاً".وتابع كمر، أن "سينما علاء الدين كانت أكثر رصانة من نظيرتها الرافدين حيث عرضت أشهر الأفلام الايطالية وقتها"، مستدركاً "لكن أوضاع الدارين تدهورت بعد التحولات الاجتماعية والسياسية الناجمة عن سيطرة حزب البعث المقبور على زمام السلطة في العراق، بسبب الإهمال وتحولهما إلى عرض الأفلام التجارية الهابطة".ومضى كمر، قائلاً إن "سينما الرافدين أغلقت مطلع ثمانينيات القرن الماضي، في حين تحولت سينما علاء الدين إلى محال تجارية ومخازن فضلاً عن تحويل قسم منها لدائرة حكومية"، محملاً الحكومات المتعاقبة "مسؤولية إهمال دور السينما في مدينة الصدر التي تعد واحدة من أكبر مدن المثقفين والممثلين والأدباء"في العراق".ودعا إلى "الاهتمام بالسينما في مدينة الصدر وإعادة افتتحها ونقل ملكيتها إلى الجهات الحكومية".
يذكر أن بغداد كانت تضم نحو 54 سينما أغلق أغلبها بعد عام 2003 بسبب تعرضها لأعمال النهب والسلب، أو لندرة الإقبال عليها بسبب تداعيات الوضع الأمني.
وتعدّ مدينة الصدر، أكثر مناطق العاصمة كثافة، حيث يتجاوز عدد سكانها بموجب إحصائيات غير رسمية، الثلاثة ملايين مواطن أي ما يعادل ثلث سكان بغداد.
ومنذ عام 2013 افتتح عدد من دور السينما في المجمعات التجارية خصوصا في (مول المنصور، مول النخيل) التي خصصت لعرض احدث ما تنتجه السينما العالمية بسعر 10 آلاف دينار للشخص الواحد.