له بصمته الخاصة والواضحة, رغم تقادم الزمن فأن قصائده ما زالت يتذكرها الشعراء. هو من أهم جيل في تأريخ الشعر الشعبي – جيل السبعينات- جمع الشعر والنضال وهذا من النوادر التي لا تحدث أن يكون الانسان صارماً وفي نفس الوقت شفافاً وعاشقاً. الشاعر اسماعيل محمد اسماعيل أحد رواد الحداثة الشعبية وممن يمتلكون مفاتيح النص.كان لي معه حوار ممتع.

حدثنا عن بداياتك ومن الشاعر الذي أثر بشكل مباشر في كتابتك للشعر؟

بدايتيٍ رد على بيت أبوذية قاله صديق بحضوري طالبا أن أرد بأبوذية وفعلت ثم أعطاني مطلع مربع (يالوجنتك نور ونار) وطلب ان اكتب عليه وكتبت وكانت بدايتي مع الشعر الشعبي بعد الإنتكاسة العربية في حزيران ١٩٦٧ ولكني أكتب القريض قبل هذا بزمن, ويبقى الشعر بنوعيه عندي حتى الآن هواية مسلية رغم أهميته المتشعبة وما يحملنا من مسؤولية. ولأَنِّي لم أكن جيد الإطلاع على ما كان من الشعر الشعبي الحديث وكنت في وقته منفيا في ناحية جصان (1966- 1970) التابعة لقضاء بدرة بالكوت, ساعد ذلك في أن يكون لي أسلوبي الخاص خاصة وأني كنت أفكر في ما أستطيع إضافته في الشعر الشعبي - وعلى حد اطلاعي - كانت لي أغنية كسرت فيها عمودية الصدر والعجز, دون معرفة أن عديد من الشعراء قد فعلوا هذا بدءاً من النواب وما بعده!! (يحوريه.. الگلب مليان حنيه...), أضفت القافية الداخلية بما يسمى بـ(المكاصير) داخل شطور القصيدة المقفاة والتي اتبعها معظم الشعراء فيما بعد حتى دخلت الآن في (الهوسه) أيضا, والأصوات التي تطلق ولا تكتب كقصيدة (أصوات للطيره الغريبة), وإسقاط الأسطورة والحدث التاريخي على الواقع المعاش وهذا موجود في الشعر الفصيح ولم يحصل في الشعبي من قبل, والشعر المدور غير المقفى وهذه موجودة في مطبوعي الصادر في 1973 بعنوان (نوم الهلاهل).

أين يكمن ((الكم الشعري)) في القصيدة؟

حين لا يكون النوع مهما !! مرة, وحين يكون الشاعر ملهما وذا ثقافة واسعة وملكة شعرية فائقة من جانب إخر.

ما هي مقومات النص الحديث؟ وهل هناك تجربة حديثة متكاملة؟

مقومات الحداثة, الإطلاع الواسع, إطلاق الطاقة الكاملة الكامنة في المفردة والجملة الشعرية ومعرفة كون اللغة كائناً حياً متطوراً, جذب اهتمام ودواخل المتلقي الواعي

- لا يمكن ادعاء التكامل ما دامت الحياة منتجة لوقائع وأحداث وبنى تحتية رصينة للثقافة.

عن مهرجان عام 1972 الذي أقيم في مدينة السماوة؟

حصل المهرجان القطري الرابع مقسما بين الديوانية والسماوة عام 1972, وفي عام 1974 كلفني محافظ المثنى بوقته السيد عياده الصديد بإقامة مهرجان للشعر الشعبي لعدم قناعته بإقامته من شعراء بعثيين من حزبه!! واخترت له يوم ١/ مايس عيد العمال العالمي وأردته مهرجانا عربيا ولكن لضيق الوقت (أسبوعين قبل ١/٥) لم أستطع غير دعوة شعراء كويتيين وناقد مصري من مجلة كويتية, كان مهرجانا ما زال لذيذ الطعم لمن حضره من الشعراء والجماهير الغفيرة التي كانت بالآلاف لا كما يحصل الآن, إذ كان للشعر الشعبي - التقدمي - جمهوراً عراقيا واسعا جدا بفعل من أجادوا وأبدعوا من شعراء الحداثة ما بعد النواب المناضل, كان مهرجان تحد لواقع التبعيث والتسلط مما ساهم في انطلاق شعر الرمز بسعة وحيوية مسرة, لذا هو حق لو سمي بشعر الجيل الذهبي.

يحضرني قول الروائي احمد خلف (الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه) من هم هؤﻻء المتطفلون؟

الأميون ثقافة, والباعة والمشترون فلا الباعة شعراء ولا المشترون بأخلاق.

كيف تنجو القصيدة

من الحروب القبلية؟

حين يسموا الشعراء عن الصغائر والضغينة.

هل هناك امتداد فعلي للتجربة الحديثة في سبعينات القرن الماضي من خلال الشعراء الشباب؟

نعم , الشعراء الشباب شعراء بحق, ينتجون قصائدهم بما يبهر من الصور والموسيقى, ولي ملاحظة على القليل منهم، أنهم رغم جمال ما يصدرون إلا أن المتلقي يقرأ أو يسمع ولا يدري ما يريد الشاعر فمن مصيف أحمد آوه شيء ومن شقلاوة شيء ومن الأهوار وكورنيشات الوسط والجنوب وحدائقها أشياء ولا تدري أين وجهته وماذا يريد ولكني أثق تماما أنهم بالنتيجة سيخلقون - كما قلت مرة - جيلهم الماسي.

العديد من اﻻدباء يلصقون تهمة التخلف بالادب الشعبي لماذا برأيك؟

ربما لعدم اهتمام بعض الشعراء بالعروض وبمتابعة ألوان الإصدارات الثقافية من شعر ورواية وتاريخ وأساطير وقصة ونقد ودراسات في الأدب والفن والمسرح والسياسة والإقتصاد والديانات, فهؤلاء في المحفل الأدبي لا شك متخلفون, وبالمقابل فمن يقول بذلك من الأدباء ينقصه الأدب فيغيظه ما يبعثه الشعر الشعبي المضيء من النور في عتمة الزمن أبعد وأجمل مما يصدره هو الشاعر القريض المريض شعبيا. ولا تنس أن أكبر شعراء الفصيح كتبوا الشعبي أو أشادوا به.

مقطع من قصائدك الرائعة تهديه للقرّاء الكرام..

رفرفت عيني اعله عينك مره بس

مره بس

طيره والنرجس خذاها بلايه حس

مره بس

ومدري ساعتها الگلب يا رعشه حس

مدري شو مدري الگلب يا رعشه حس

فرهدت گلبي ورحت

نبضه التطهيرى نبضه تعثر

نبضه تفتر

نبضه ما تدري اللسعها البرد

لو حر

نبضه لونها الفرح من لونك

نبضه سكرها الضوه المآخذ دفو النرجس

وإجه من عيونك

نبضه , چم نبضه أصبحت غنوة عصافير

وحلاتك غبشه

وإحنه الطويرين كلمن عشه

وشلتك بعيني حلم..

.. ورده لِسَّه تفوح وي كل رمشه

ورمشك احلى فياي مال

وعيني ودت شوفها يگلك:

تعال

يا دفو النرجس تعال

هذا كگلبي وياك شاري ولا يبيع

لو ردت بس شوك بسم لي ربيع

وخذلي گلبي وياك لا بالسكته أضيع

وجيت أگلك:

ياللي حلمي لشبگتك مر دافي

ياللي لشفافك رفيف شفافي

يالدفو عيونك بعد مو طافي

جيت أگلك ,

روحي گالت:

كافي