الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
آخر محطات الصغير والمدرس

أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، تركها لنا مواطن نمساوي اسمه ستيفان تسفايج، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب هذا الرجل النحيل مذكراته عن عالم مضى.

ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية صعود القوى الكارهة للحياة، كما يصفها في مذكراته “عالم الأمس”؟ لا أدري.. حاول أن تقرأ.

يقول تسفايج: " الكاره للحياة لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، لا يقبل حلا وسطا، يتوهم أنه وحده الذي يعلم، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه " .

لا أحب أن ألقي عليكم دروسًا عن الكتب، لكن لا مفر من مراجعة تجارب الآخرين، لنعرف بأن العالم كله كان في يوم من الأيام مسرحًا للعبث والخراب.

هذا الخراب والخوف من المجهول يريد لنا أن نعيش معه إلى النهاية، فالساسة الذين سبحوا بحمد الأمريكان وقدموا سيوف الذهب إلى رامسفيلد وكانوا لا ينامون قبل أن يطمئنوا إلى أن بول بريمر راض عنهم، نجدهم هذه الأيام يطلبون منا أن نمرغ انف ترامب في التراب.

معطم سياسيينا مولعين بلقطات الأكشن، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّون من خلالها آهات الإعجاب، وكان آخرها عروض "الشو" المثيرة التي يقدمها هذه الأيام مثنى السامرائي وهو يتنقل من دروس "لفلفة عقود وزارة التربية" إلى التغني بالنزاهة البرلمانية إلى التجول برتل من سيارات التاهو التي تعرف بالتأكيد من اين حصل عليها.. وكيف؟! .

الذين انتظروا الديمقراطية من الأحزاب التي تحكمنا يعانون من سذاجة مثلي، لأنهم يعتقدون أنهم يعيشون في ظل أحزاب تحترم الآخر. اليوم هناك قواعد جديدة للخراب السياسي، عبَّر عنها بعض خطباء الأحزاب. في الايام الاخيرة اخبرنا الخطباء سنة وشيعة بأن عدم الاشتراك في الانتخابات حرام، فيما يواصل الشيخ جلال الدين الصغير دعوتنا لمحاربة امريكا، بينما سينتظرنا الشيخ في قصره العامر الذي لا تنقطع عنه الكهرباء ولا " المالات " ، ولم ينس الشيخ ان يخبرنا ان الرفاهية والعدالة الاجتماعية والخدمات غير مهمة، فهي تخلق شعبًا خانعًا، فلا يهم ان ترتفع نسبة البطالة وتسرق اموال الكهرباء، المهم ان نتحول الى نموذج مثل اليمن. وخرج علينا الشيخ سعد المدرس، ليطالب بهدم كنيسة في الناصرية، لماذا يا شيخ؟ يقول لك: انها مؤامرة على العراق.

ربما يقول البعض: يا رجل هل أنت سعيد بوجود قوات أميركية في العراق؟.. ياسادة أنا ومعي ملايين العراقيين لم نطالب الأمريكان بغزو بلادنا، ولم نرحب بهم.. الذين ملأت الفرحة وجوههم هم الذين استقبلوا جورج بوش بالأحضان والابتسامات.. ومن يريد التأكد عليه ان يصعد في سفينة موقع غوغل ، وسيرى صورهم يتسامرون مع "العم سام".

  كتب بتأريخ :  الخميس 12-06-2025     عدد القراء :  144       عدد التعليقات : 0