الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
درجات الانتماء للوطن...

   في الأيام الأخيرة الفائته وعلى أرض الواقع شهدنا 3 مستويات مختلفة للانتماء للوطن...

   - وطني درجة أولى: وهو ما تجسد بالمطربة الإيرانية الشابة فرزانة خورشيد، وهذه معارضة للحكم في إيران ولاجئة في كندا، عندما تعرض بلدها للعدوان الإسرائيلي بثت فيديو تظهر فيه وهي تلبس الزي الوطني لبلدها وتغني من منفاها الاختياري النشيد الوطني لنظام الحكم مع انها معارضة له... وقد استأثرت أغنيتها باهتمام فاق الاهتمام بالفيديو الذي يظهر صاروخ خرمشهر الجديد والمختلف الذي أطلقته ايران على اسرائيل والذي تنطلق منه صواريخ فرعية قبل سقوطه تغطي مساحة 8 كيلومترات.

   هذا الانتماء الصميمي والمبدئي والوجداني الذي لا تقف الأيديولوجيات السياسية والعرقية والدينية والطائفية والحزبية سداً في وجهه إنما يستند الى بناء أخلاقي وطني.

   - انتهازي نفعي وهو المستوى المناقض للأول: وتجسد بما قالته الإسرائيليات اللاتي ظهرن بفيديوهات وهن يشرن الى زيادة الهروب من اسرائيل بشكل لافت رغم منع الحكومة الإسرائيلية للسفر والذي قابله الهاربون بدفع مبالغ تصل الى 20 ألف دولار لضباط في الشرطة والجيش الإسرائيلي لتهريبهم عبر الحدود، وان لم يتوفر المال فبالخضوع للابتزاز بمختلف صوره من قبل أولئك الضباط.

   هؤلاء سواء كان منهم المبتزون أو الهاربون كلاهما مرتزق ولا تربطه بالأرض رابطة وطن.

   - المستوى الثالث المدعون: وهؤلاء عقدة المنشار ومشكلة المشاكل وهم مثل النابض الحلزوني يصعدون وينزلون مع مصلحتهم فهم موالون أقحاح وملكيون أكثر من الملك وقت التهام الخرفان والمكاسب وتحقيق حلمهم بفرض السطوة على أبناء وطنهم بالاستقواء بالآخر، يظهرون للناس بهيئة شمشون وعنتره وأبو زيد الهلالي وقت انعقاد عكاظهم وهو على فكره دائمي وليس موسمي كما عكاظ الأصلي، لغودهم ناتئه وكروشهم سائحه وبطيخات أكتافهم يأكل فيها الضبع شهراً وأوداجهم منتفخه لا يتعاملون بالكلام مع الوطني بل يهمون بالتهامه نيئاً ، يتهجدون لغواً ويتعبدون نفاقاً ويحجون رياءً ، غارقون في الفساد حتى التفسخ، ويثملون في سوء الخلق حتى التهتك، يدعون أن بإمكانهم إهلاك العدو بغاز السارين المنبعث من أماكن قصية في أجسادهم وإغراق الشيطان الأكبر بالبعرور المنضب الذي يطلقونه من تلك الأماكن، وهم نابضيون مثل النابض الحلزوني يصعدون وينزلون مع مصلحتهم فهم موالون أقحاح وقت التهام الخرفان والمكاسب وتحقيق حلمهم بفرض السطوة على أبناء وطنهم بالاستقواء بالآخر، ولكن عندما يشتد أوراها يكتفون بالدعاء من مخادع نومهم ويتباكون طلباً للأجر، دون أن يشغلهم ذلك عن الاسترخاء وتكديس الأموال وإقامة حفلات التتويج.!

   لو كنت سفيراً لبلادي في طهران اليوم لقلت للإيرانيين: ما دامت معركتكم ضد اسرائيل وأمريكا فإني: أسامح جدكم كورش الكبير على فعلته المشينة يوم أطلق سراح المعتقلين من اليهود قبل 2630 سنه الذين سباهم جدي نبوخذ نصر الثاني في عام 605 قبل الميلاد فيما يعرف بالسبي البابلي وأعاد جدكم بناء هيكلهم الذي دمره جدنا.

   وأسامح ملككم سابور خالع الأكتاف الذي لقب بهذا لأنه كان يخلع أكتاف أجدادي ممن وقعوا أسرى عند جيشه في عام 539 قبل الميلاد كي لا يصلحون لمقاتلة جيشه في قابل الأيام .

   واليوم وبعد إن سمعت أن الخليع ترامب يقول: ان قنبلته الخارقة للتحصينات ليس بمقدورها تدمير فردو وإنه يعارض استخدام السلاح الذري لهذا الغرض رغم صيحات نتنياهو ومشورة أقطاب البنتاغون ، وان مستوى تخصيب اليورانيوم عندكم بلغ 83% وهو جاهز للاستخدام على علاته. وإن البحر وطابا قد ضاقا اليوم بالمهاجرين ولكن ليسوا من أهل غزه التي أراد الخليع وأراد نتنياهو تفريغها من أهلها ...

   فإني مستعد للتظاهر في ساحة التحرير تضامناً معكم بعد أن أحفظ عن ظهر قلب أغنية فرزانه خورشيد وأصيح تحت نصب الحريه: يا... يعيش...يا يموت... والموت لكل السفله.

   ولكن بشرط واحد اعتبروه خدمة العمر:

   أن تاخذون كشتلتكم وكل أربيطي من أتباعكم "الربيطي: هو الخروف أو الثور الذي يتربى على التعليف بالإنجانة والسطل وهو مربوطا في حضيرة المواشي ودون أن يكلف نفسه عناء التقاط علفه من البراري" من النابضيين الذين استقووا بكم علينا والذين ظهروا علينا بالفضائيات وهم يقولون : إن بإمكانهم اغراق اسرائيل بالعطاس واشياء أخرى، يمكم حتى انتم تستفادون واحنا نخلص وأيضا تتيحون لهم القيام بواجبهم الشرعي في نصرتكم .

   خذوهم يعبّئون لكم عتاد لمسيراتكم ويحملون صواريخ خرمشهر لوضعها على منصات الإطلاق يجيدون ذلك ويرفعوا رؤوسنا أمامكم، خذوهم ترهبون بهم عدو الله وعدوكم، والله لا يضيع أجر المحسنين...

   

   * رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-06-2025     عدد القراء :  78       عدد التعليقات : 0