الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
في كل منعطف خلاف .. والعراق تحت رحمة النداف!!

  غدا المواطنون العراقيون يواجهون في كل صباح سردية الوضع السياسي الرسمي وتفاعلاته، التي ليست فيها سوى خبر عاجل مفاده تصارع الكيانات المكوناتية ذات الهيمنة ووالدة الخراب واخواته من فساد وفشل، فضلاً على جنوح مركبة القوانين في شاطئ الخارجين على الدولة. لذا الحيرة هي السائدة في اذهان الناس والتي تثير التساؤل ـ ما العمل ؟ـ وتدعو الى ضرورة شحن داينمو النهوض .. وهي الاوساط الوطنية الحريصة تذهب الى لملمة الشتات ورص الصفوف بتحالف مدني ديمقراطي كـ (تحالف البديل). والاخر المتنفذ لا يرى في الشعب كونه ينطوي على صلابة تاريخه وارادة المجربة بالملمات، وانما يحسبه كانه القطن الذي تولاه نداف ليجعله سهل الاستخدام، وبين هذا وذاك يوجد " الطرف الثالث " الذي يمكن اعتباره شخص النداف، فلا يراه سوى الفرصة المتاحة لنفش المتماسك حتى وان كان ممسوكاً فضاءياً.. يا له من موكب جنائزي يحزن الصديق ويسر العدو.

   عادة ما تدب الخلافات عندما تغمط الحقوق لاسيما في اعتماد المعاير المزدوجة وتُسخن حينما يصل الامر الى التجاوز عليها عنوة وبلطجة مسلحة منفلتة، وعدم مراعاة قواعد العدالة الانسانية..و في مطلق الاحوال ستشكل الاختلافات التناحرية بؤراً ثورية واشتعال انتفاضات وربما حروب اهلية، التي يشهد لها التاريخ بقساوة وقعها على الناس والاوطان.. لا احد يلجأ اليها من الساسة المتنفذين وغيرهم وهو غير مدرك لتداعياتها الخطيرة، ولكن البعض الباحث عن مكاسب السحت الحرام والمنافع الفئوية والشخصية على حساب المصالح العامة الوطنية، لايئبه لما سيحصل من تداعيات لن تدرك عواقبها.. المهم ان يصل الى غايته. وفي معظم الاحوال سيصاب بمرض الزهو ومرض العظمة الخاوية والعمى السياسي، ولسنا بحاجة الى شاهد على مألهم الاخير حيث قبروا سابقاً وسيقبرون لاحقاً في مزابل التاريخ.

   في الايام الاخيرة الماضية فجرت الخلافات تحركات عسكرية مريبة، استخدمت فيها الاسلحة الحربية في المناطق " المختلف عليها "، ولكن الامر لم يدركه المواطنون بمعى لماذا ومن اطلقها وعلى من اطلقت ؟.. وما ازاد في غموض الامر جاء عن نفي الحكومة علماً بها، غير ان سلطات الاقليم اكدت حدوثها، زد على ذلك كان المستهدف مجهولاً.. هذا ما اجج التذمر والبحث عن الفاعل والمفعول به وظل المضاف والمضاف اليه غير محدد. وبالتالي بقي الحدث الخطيرغير منسوب الى جهة معينة ،ولكن الواقع يشير الى ان نفي الحكومة كان نفياً اصم مرتعب من ذكر السلاح المنفلت ، لان الاوساط التي اطلقت النار تبدو هي وسلاحها خارج السياقات العسكرية الرسمية .. ولهذا جرى نفيه على عجل و ـ بامر ساخن ـ حفظاً على مكاسب النهب ونظام المحاصصة، وخشية من الحساسية الدولية سيما وان لهيب الحرب ما زال متلبداً في اجواء الجوار. يشي باحتمال انفجاره مجدداً.. ولا نتمنى ذلك طبعاً.

   وهنا يتصدى سؤال ثائر منتفض ليقول : اي جرجرة للعراق نحو المجهول بخوض حرب ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، سيواجهها الشعب العراقي بمختلف فئاته المناضلة الخيرة، لان الكيل قد طفح ولم يتبق متنفس لهذا البلد يستنشق منه الحياة والكرامة وحفظ السيادة المفقودة والحرية الحضارية، وليس باطارات زبائنية غريبة عن ثقافة الشعب العراقي ومدنيته الاصيلة .. المخيمة بفعل كابوس نظام المحاصصة المتخلف الفاسد. اذن فاما ان ينتهي العراق ويصبح ممزقاً وفي خبر كان، واما يقضى على نظام مجلبي الشر عليه.. غير ان الامور بدأت تتحرك بعكس التمزق الحاصل في صفوف الطغمة الحاكمة الظالمة المستبدة، بعكس ذلك ينهض الحراك المدني الديمقراطي الوطني بتحالفاته السياسية النزيهة، لخلق بديل جدير ومتناسب مع مهمات المرحلة ومتطلباتها لانقاذ العراق من محنته التي طالت اكثر من نصف قرن ..

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 09-07-2025     عدد القراء :  57       عدد التعليقات : 0