الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
انشر لي.. أنشر لك.. ثم ادعي أنك عالم

   بكل صراحة لا مكان للمجاملة في مواجهة الفساد الممنهج الذي يتغلغل في جسد جامعاتنا ومجلاتنا العلمية. ما ساشير له هنا ليس مجرد "ممارسات فردية"، بل هو نموذج فاضح لـمافيا اكاديمية تدار بأيدي فاسدين يحولون العلم الى سوق للمقايضات الرخيصة، والبحوث الى مجرد اوراق مزيفة تلوث سجلات البحث العالمي.

   كيف يمكن لنا ان نقبلاختزال العلم في "شلل" تتداول النشر كما تتداول عصابات السوق السوداء بضاعتها؟ "انشر لي انشر لك"، "اقبل بحثك بشرط الاشارة الى ابحاثي"، "الترقية رهن بتعاونك". اهذه هي شروط النشر "العلمي" في بلد يتباكى على غياب البحث الرصين؟ اين رقابة الجامعات؟ ام ان "الرقابة" نفسها جزء من العصابة؟

   وللاسف، المجلات العراقية "المعترف بها" – بما فيها تلك المدرجة في سكوبس – اصبحت ساحة لـتزوير المنهجية، وتزييف الاستنتاجات، وترويج لغة انكليزية اشبه بخرابيش طفل في الروضة. ثم نتفاجا بان "مستوى" هذه المجلات يفوق نظيراتها العالمية؟ لا عجب، فالمعايير هنا ليست علمية، بل زبائنية، تقاس بعدد الاسماء المتنافعة، لا بعدد الحقائق المكتشفة.

   اما سكوبس نفسها – والتي يقدسها البعض – فهي بالفعل وهم تجاري يباع باسم "العلم"، لكن هذا لا يبرر لاي كائن اكاديمي ان يستغل هذه الثغرات لترويج ابحاث لو راجعها طالب ماجستير لاستحى من ضعفها. الفساد لا يحارب بفساد اكبر، والخيانة العلمية لا تغسل بادراج اسماء الفاسدين في قوائم مزورة.

   رسالتي للشرفاء في الجامعات:

   الويل لكم ان سكتم. فالصمت اليوم يعني انكم شركاء في جريمة تدمر مستقبل اجيال وتحول جامعاتنا الى دكاكين للمساومة على الشهادات. اكشفوا الفاسدين ولو كلفكم المنصب، فالعبرة ليست بترقياتكم، بل بضمائركم. والتاريخ سيسجل: اين كنتم حين تحول العلم الى عصابات؟

   للاسف، هذه ليست "مشكلة"، بل هي مؤامرة صامتة يديرها فاسدون بوشاح اكاديمي.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 09-07-2025     عدد القراء :  42       عدد التعليقات : 0