في تزامن رمزي مع انعقاد القمة العربية في بغداد، شهد مسرح المنصور، مساء الخميس، أمسية فنية قدمتها الفرقة العراقية للفنون الشعبية، مزجت بين الغناء والرقص والأزياء التراثية، وسط حضور دبلوماسي وثقافي عربي.

وحضر الحفل وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، ووزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي عبد اللطيف، إلى جانب عدد من السفراء والمثقفين العرب، في فعالية أُقيمت ضمن فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.

وقدّمت الفرقة، بقيادة المايسترو فؤاد ذنون، عروضاً فنية مستوحاة من التراث البغدادي، تنوعت بين الأغاني الشعبية واللوحات الراقصة التي عكست الحياة اليومية في العراق بزخارفها الثقافية الأصيلة.

وشمل الحفل كذلك عرضاً للأزياء التقليدية العراقية، في محاولة لإبراز تنوع الهوية الثقافية وعمقها التاريخي.

وفي حديث خاص لوكالة شفق نيوز، قال ذنون إن "الضيوف العرب تفاعلوا بشكل لافت مع العروض، رغم أن فترة التحضير لم تتجاوز شهراً واحداً"، مضيفاً أن "الفرقة قدّمت لوحات عكست جمال التراث العراقي بحرفية عالية، بفضل جهود الراقصين والموسيقيين من مختلف مكونات المجتمع العراقي".

من جهته، عبّر الفنان ميمون الخالدي، الذي تولى تقديم فقرات الحفل، عن فخره بالمشاركة، قائلاً: "بغداد كانت ولا تزال منبع إشعاع حضاري للعرب والعالم، وحاولنا من خلال هذا الحفل إيصال رسالة مفادها أن هذه المدينة لا تزال نابضة بالجمال والحياة".

أما ريهام كريم، إحدى عضوات الفرقة، فأكدت في تصريح لشفق نيوز أن "هدف الاحتفالية هو استثمار لحظة الحضور العربي الواسع لتقديم صورة ناصعة عن الفن العراقي، بوصفه امتداداً لهوية البلد المتجذرة في التاريخ".

وقد تركت العروض أثراً بالغاً في نفوس الحاضرين، إذ قالت المواطنة رياحين الجلبي إن "اللوحات الفنية دفعتني للبكاء، لما حملته من مشاعر ومضامين إنسانية عميقة"، مؤكدة أن "العراق اليوم ينهض مجدداً، ونحن نشهد مرحلة جديدة من الإعمار والانفتاح".

وفي ختام الأمسية، نوّه المؤرخ والموسوعي العراقي الدكتور علي النشمي، بجمالية الأداء، مشيراً إلى أن "العراق كان من أوائل الدول التي أسست فرقة للفنون الشعبية في ستينيات القرن الماضي، وما نراه اليوم هو استمرار لهذا الإرث، وإعادة إحيائه بجيل جديد يمثل كل الطوائف والمكونات".