الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
أصوات الصدريين قد تذهب للقائمة القادرة على "حلّ الميليشيات"
الثلاثاء 15-07-2025
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

زعيم التيار يقدم "وصفة عطّار" عراقية للانتخابات

يعود مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ليدفع بالموجة الثانية من "الجرعات المُرّة" ضد خصومه، ولكن هذه المرة في توقيتٍ شديد الحساسية.

فقد سبق لزعيم التيار أن أطلق "جرعات" أربكت التحالف الشيعي، قبل إعلانه مقاطعة الانتخابات في آذار الماضي، وهو الموقف الذي كرره أربع مرات خلال الأشهر القليلة الماضية. لكنّ الصدر، وفق ما فُهم من تغريدة نشرها مقربٌ منه، بدأ اليوم يفكر بـ" دعم قائمة انتخابية".

وقدّم الصدر، على ما يبدو، برنامجاً انتخابياً مبكراً، أو بالأحرى شروطاً يجب أن تتوفر في الجهة التي سيوجّه جمهوره المقاطع للتصويت لها، في حال قرر تغيير موقفه.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، لم يعد خصوم الصدر الشيعة قادرين على توقّع ردود أفعاله، خصوصاً مع رفضه الوساطات الداخلية والخارجية للعدول عن "الاعتزال".

اجتماع مستمر

ومساء الأحد الماضي، كشف صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، عن اجتماع "مستمر" يُسأل فيه زعيم التيار عن الكتل المرشحة للانتخابات، وكان الصدر قد قرر في وقتٍ سابق عزل أكثر من 30 منتمياً للتيار بسبب دخولهم في قوائم شيعية انتخابية.

وترى أوساط التيار الصدري أن زعيمه قدّم ما يمكن وصفه بـ"وصفة عطّار عراقية" للمرحلة المقبلة، بدلاً من "الوصفات المستوردة" التي كانت تُفرض من خارج الحدود.

واشتهرت عن الصدر عبارة استخدمها خلال أزمة تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2021، حين رفض ما أسماه "خلطات العطّار"، في إشارة فُهم منها رفضه التدخلات الإيرانية.

شروط الصدر

وتواصلت (المدى) مع مقربين ونواب سابقين في التيار، إلا أنهم اعتذروا عن تقديم توضيحات رسمية بشأن معنى "تغريدة العراقي"، بسبب عدم تخويلهم بالتصريح.

وألمحت بعض الجهات إلى أنه "في حال قرر زعيم التيار العدول عن المقاطعة – وهو أمر لم يُحسم حتى الآن – فإنه قد يدعم جهات سياسية تلتزم بالشروط التي وردت في التغريدة".

وجاء في تغريدة صالح محمد العراقي، وهو الحساب الإلكتروني لمقرب من الصدر: "أكتب كلماتي هذه واجتماعنا معه في الحنانة ما زال مستمراً".

وأضاف: "يسألنا: من من الكتل المرشحة للانتخابات برأيكم يمكن أن يكون برنامجها: الاستقلال بلا تبعية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتقوية الجيش والشرطة، وحلّ الميليشيات، ودمج الحشد الشعبي في القوات الأمنية أو تنظيمه، والتمسك بحب الوطن، وكشف الفاسدين، والسعي للإصلاح؟".

وتابع العراقي نقلاً عن الصدر: "ما هي الضمانات التي يمكن أن تؤخذ منها مقابل إعطائها أصوات الشرفاء؟".

أنصار التيار مع الفصائل!

وقبيل هذه التغريدة بساعات، أعلن الصدر التبرؤ من 31 عضواً في التيار، بسبب ترشحهم ضمن قوائم انتخابية، أغلبها تابعة لـ"فصائل".

ورد الصدر على كتاب صادر عن "سرايا السلام"، نُشر على منصات إخبارية، بشأن ترشح عدد من المنتمين للتيار، قائلاً:

"أتبرأ منهم أجمع، كما تبرؤوا منا. فحبّ الدنيا أنساهم انتماءهم، لكن آمل منهم التراجع والتوبة، عسى الله أن يغفر لي ولهم".

وضمت القائمة 31 اسماً لمرشحين ضمن قوائم تابعة لـ"كتائب حزب الله"، و"كتائب الإمام علي"، ووزير العمل أحمد الأسدي، فضلاً عن قائمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وآخرين.

من جانبها، وصفت "السرايا" – الفصيل التابع للتيار الصدري – مشاركة مقاتلين من تشكيلها في القوائم الانتخابية بأنها "خيانة"، وأعلنت طردهم.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن "سرايا السلام – مكتب المعاون الجهادي"، الأحد الماضي:

"نظراً لمخالفة الأسماء المدرجة أدناه لأمر مقاطعة الانتخابات، ومشاركتهم في قوائم متفرقة، ولخيانتهم الواضحة لثوابت المؤسسة العسكرية، تقرر طردهم من تشكيلات سرايا السلام في جميع المحافظات، وعلى الجميع البراءة منهم ومقاطعتهم وعدم التعامل معهم مطلقاً".

وبحسب الوثيقة، بلغ عدد المطرودين من التشكيل 9 أشخاص من محافظات بغداد، بابل، ذي قار، الديوانية، والبصرة.

موجة من "التغريدات"

ويوم الأربعاء الماضي، جدد الصدر في تغريدة على منصة "إكس" موقفه المقاطع للانتخابات المقبلة، موضحاً أسباب قراره الأخير، ومدعّماً كلامه بمقاطع من خطبة منسوبة للإمام علي، أنهى بها تغريدته بالإشارة إلى ضرورة "حلّ" أو "دمج" الفصائل المسلحة.

وقال الصدر في تلك التدوينة:

"فزهدت بهم وبها، فهي عندي أهون من عفطة عنزٍ مَرضى".

وخلال شهر محرّم، نشر الصدر سلسلة من التغريدات وعبارات مكتوبة بخط يده، تناول فيها مواضيع "الإصلاح" و"حلّ الميليشيات".

وتعتقد أوساط في التيار أن ما يقوم به الصدر هو موجة جديدة من "الجرعات المُرّة" ضد خصومه الشيعة تمهيداً للانتخابات المقبلة.

وكان زعيم التيار قد مرّر خلال الأشهر الماضية مواقف مماثلة أثارت حيرة قوى "الإطار التنسيقي"، من بينها دعوة أنصاره لتحديث بطاقاتهم الانتخابية رغم إعلان المقاطعة، واعتماد تسمية "التيار الوطني الشيعي" بدلاً من "التيار الصدري".

قريب وبعيد عن السلطة

كما لمح الصدر مراراً إلى احتمال العودة إلى السلطة، وكان أبرز المؤشرات على ذلك استقالة نصار الربيعي، القيادي البارز في التيار، من رئاسة كتلة الأحرار في آذار 2023، والتي كانت تمثل الذراع البرلمانية للتيار في السابق.

وأفادت مصادر حينها أن الاستقالة جاءت لتفادي الازدواجية في قيادة كتلتين، إذ لا يسمح قانون الأحزاب لشخص واحد بإدارة حزبين.

وقبل ذلك بأيام، وجّه الصدر ثمانية من قياديي التيار بعدم السفر إلى الخارج، " لوجود أمور مهمة تتعلق بالوضع العام والخاص"، وفق بيان صادر عن مكتبه في الحنانة – النجف، قبيل إعلان المقاطعة الرسمية للانتخابات المحلية في 2023.

ومعروف عن الصدر أنه يحدد "مهلاً" زمنية للحكومة وخصومه السياسيين، كان أبرزها "مهلة السنة" لحكومة عادل عبد المهدي (2018–2019)، و"مهلة الأربعين يوماً" في 2022 التي منحها لقوى "الإطار التنسيقي" لتشكيل الحكومة بعد اعتراضهم على خيار "حكومة الأغلبية".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
أنقرة تزيد الإطلاقات المائية نحو العراق: انفراجة مؤقتة في أزمة العطش؟
ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية التاريخية من الاستثمار بالنجف
أصوات الصدريين قد تذهب للقائمة القادرة على "حلّ الميليشيات"
"كرصة" الصابئة.. اعتكاف بمناسبة خلق العالم المادي
تصريحات المشهداني تشعل البرلمان.. تهديد بالإقالة وخلافات داخل قبة البرلمان
"صقور المالكي" ينتقلون إلى "تحالف السوداني" ويتوقعون الفوز بـ 70 مقعداً
في مشيكان، احتفالا بالذكرى السابعة والستون لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة
العراق بالمرتبة الأولى.. تركيا تكشف صادراتها لدول الجوار
«نزع السلاح». . رابع محاولة في آخر 10 سنوات هل تنجح؟
"الكربون" يغلّف أجواء العراق.. جاري البحث عن خطة إنقاذ
انخفاض حاد في خزين سد الموصل وتحذيرات من أزمة مائية خطيرة
"بداية نهاية الصراع".. مسلحو حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم وأردوغان يعلق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة