أكد السفير التركي في بغداد، أنيل بورا انان، اليوم الثلاثاء، أن قرار أنقرة بزيادة الإطلاقات المائية باتجاه العراق “يندرج ضمن مبدأ احترام الاتفاقيات الدولية والقرارات الأممية”.
وذكرت مستشارية الأمن القومي، في بيان تلقته (المدى)، أن “مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، استقبل، بمكتبه اليوم، السفير التركي في بغداد، انيل بورا انان، والوفد المرافق له”.
وأضافت أن “اللقاء جرى خلاله بحث جملة من القضايا والملفات المشتركة بين البلدين، والتي من شأنها تطوير العلاقات الإستراتيجية، وبضمنها ملف المياه وتنفيذ الاتفاقيات الإطارية المبرمة بين البلدين بهذا الصدد”.
وشهد اللقاء، وفق البيان، “بحث التعاون الأمني المشترك بين البلدين واستمراره في مجال مكافحة الإرهاب وضبط الحدود”.
وأشار الأعرجي إلى أن “الحكومة العراقية برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، رحبت بشكل رسمي بالاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وقرار الحزب القاضي بنزع سلاحه”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية تولي اهتماماً بالغاً بالملفات المشتركة وتسعى لتمتين العلاقات الثنائية على جميع الصعد”.
من جانبه، أكد السفير التركي أن “قرار الحكومة التركية بزيادة إطلاق الدفعات المائية باتجاه العراق يندرج ضمن مبدأ احترام الاتفاقيات الدولية والقرارات الأممية”.
يعاني العراق منذ سنوات من أزمة مائية متفاقمة بسبب تناقص الإطلاقات من دول المنبع، وعلى رأسها تركيا وإيران، حيث يشكل نهرا دجلة والفرات المصدرين الأساسيين للمياه في البلاد. وقد أدى بناء السدود التركية، مثل سد إليسو العملاق، إلى انخفاض كبير في منسوب نهر دجلة، ما أثّر سلباً على الزراعة ومياه الشرب والصحة العامة، خصوصاً في محافظات الوسط والجنوب.
وتشير تقارير وزارة الموارد المائية العراقية إلى أن الواردات المائية الحالية لا تلبي الحد الأدنى من الحاجة الزراعية والبيئية، مما دفع الحكومة لتقليص المساحات المزروعة وتحذير المواطنين من شح مائي طويل الأمد. كما تطالب بغداد أنقرة مراراً بتوقيع اتفاقية ملزمة لتقاسم المياه، بدلاً من التفاهمات المرحلية.
ورغم إعلانات تركية متكررة عن نوايا زيادة الإطلاقات، إلا أن التنفيذ على الأرض كثيراً ما يتسم بالتقلب ويعتمد على الظروف الداخلية في تركيا، لاسيما مشاريعها الزراعية في جنوب شرق الأناضول.
ويأمل العراق أن تسهم هذه الزيادة الأخيرة في التخفيف من وطأة الجفاف، خاصة مع استمرار موجات الحر وانخفاض الأمطار الموسمية.